المغرب العربي

«باشاغا» يُشيد بالدور الروسي ويُقلّل من التأثير الأمريكي في ليبيا

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 - 05:27 ص
مصطفى عبد الكريم
 فتحي باشاغا رئيس
فتحي باشاغا رئيس الوزراء الليبي السابق

بين تشابك المصالح الخارجية وتعدد مراكز القرار، تشهد «ليبيا» إعادة ترتيب غير مُعلنة لموازين النفوذ، حيث تتعاظم أدوار دولية مقابل تراجع أخرى.

روسيا ودعم البعثة

وفي التفاصيل، أفاد «فتحي باشاغا»، رئيس الوزراء الليبي السابق، بأن «روسيا» تلعب دورًا مُهمًا في دعم البعثة الأممية وتحقيق وقف إطلاق النار مُستندة إلى تاريخ طويل من التعاون مع «ليبيا»، مُؤكّدًا أن دور موسكو أصبح أكثر فاعلية في الفترة الأخيرة.

وأوضح رئيس الوزراء الليبي السابق، إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع ليبيا كإدارة مخاطر، مع تركيز على الإرهاب وتقليص دائرة الخصوم، مما يحد من تدخّلها السياسي المباشر، مُضيفًا أن الجامعة العربية تُقدُّم دعمًا للمسارات الأممية لكنها محدودة الإمكانيات وملتزمة بقضايا أكبر مثل غزة والسودان والصومال واليمن، في حين يُركّز الاتحاد الإفريقي على المصالحة الوطنية، رغم بطء خطواته، مع توقع دعم الليبيين لخارطة البعثة الأممية.

حوار شامل برعاية أُممية

وحول الحوار المهيكل، أكّد «باشاغا»، أن البعثة الأممية تُحاول الحفاظ على الحيادية في اختيار المشاركين، مع وجود أربعة محاور رئيسية تشمل الحكم المحلي، الحوار الأمني، الحوار الاقتصادي، والمصالحة الوطنية، مع وضع برنامج للحكومة القادمة، مُبينًا أن الخطوات الأولية واعدة رغم عدم رضا كافة الأطراف الليبية.

وحذّر «فتحي باشاغا»، من خطورة استمرار تعطيل الانتخابات، مُشيرًا إلى أن الوضع الأمني والسياسي في ليبيا «مُعرّض للانفجار والفوضى»، مع وجود تهديد إرهابي قريب من الحدود، وناشد البعثة الأممية تسريع خطواتها لتفادي تصاعد الأزمة.

ليبيا في حداد.. تعازٍ واسعة عقب مقتل رئيس الأركان محمد الحداد

على صعيد آخر، خيّم الحزن على «المشهد الليبي»، مع توافد موجات التعازي من داخل البلاد وخارجها، عقب الإعلان عن مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الليبية، «الفريق محمد الحداد» ومرافقيه، في حادثٍ مأساوي بـ«تركيا» ترك صدمة عميقة في الأوساط الرسمية والشعبية، وفتح باب «الحداد» على رجل ارتبط اسمه بمفاصل دقيقة في المؤسسة العسكرية.

تعاطف دولي مع ليبيا

وفي هذا الإطار، أعربت «سوريا»، عن خالص تعازيها لليبيا في ضحايا الحادث، مُؤكّدة في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين على عُمق روابط الأخوة بين البلدين، وسائلة الله أن يتغمد الفقيد ومرافقيه بواسع رحمته.

من جهته، قدّم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، «إسماعيل بقائي»، تعازيه إلى حكومة وشعب ليبيا، مُعربًا عن تعاطفه مع ذوي الضحايا.

كما قدّم الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، تعازيه خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، «عبد الحميد الدبيبة»، مُؤكّدًا تضامن تركيا الكامل مع ليبيا.

ونعى وزير الدفاع التركي، «يشار غولر»، الضحايا بأسمائهم، وهم الفريق أول ركن محمد الحداد، والفريق ركن الفئتوري غريبيل، والعميد محمود جمعة القطيعي، ومحمد العصاوي، والمصور محمد عمر أحمد محجوب.

يُذكر أن الحادث وقع، مساء يوم الثلاثاء الماضي، أثناء عودة الضحايا من زيارة رسمية إلى أنقرة. وقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الحداد الرسمي في عموم البلاد لمُدة ثلاثة أيام، بينما باشرت «نيابة أنقرة» تحقيقًا ببشأن الحادث.

الدبيبة: «عهد جديد لحضور ليبيا الخارجي بعد طيّ صفحة الصراع»

من ناحية أخرى، بعد سنوات أثقلت فيها الصراعات كاهل «ليبيا»، وأبقتها في قلب العاصفة الإقليمية والدولية، يُعلن رئيس حكومة الوحدة، «عبدالحميد الدبيبة»، أن البلاد تدخل اليوم عهدًا خارجيًا جديدًا، تُعيد فيه تموضعها بثقة، وتستعيد دورها الفاعل على الخارطة السياسية للعالم.