أعربت وزارة الداخلية السورية، يوم الاثنين 29 ديسمبر 2025، عن خالص تعازيها وصادق مواساتها للجانب التركي، إثر استشهاد ثلاثة ضباط من قوات الأمن التركية خلال اشتباكات عنيفة مع خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" في ولاية يالوفا شمال غرب تركيا.
تأتي هذه المبادرة في خطوة دبلوماسية لها دلالات سياسية وأمنية واضحة، وتعكس تضامنًا نادرًا بين دمشق وأنقرة في مواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة.
وأسفرت الاشتباكات التي شهدتها مدينة يالوفا عن مقتل عدد من عناصر التنظيم الإرهابي، فيما تكبدت القوات التركية خسائر بشرية مع استشهاد ثلاثة من ضباطها في الصفوف الأمامية. وقد أثارت هذه الحادثة موجة تضامن إقليمي ودولي مع أنقرة، التي تتواصل في حربها ضد التنظيمات المتطرفة ضمن جهودها للحفاظ على الأمن القومي والاستقرار الداخلي.
ويرى مراقبون أن برقية التعزية السورية تتجاوز الطابع البروتوكولي، حيث جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة محاولات لتبريد الأزمات الإقليمية وفتح قنوات حوار بين دمشق وأنقرة. الاتفاق على توصيف "داعش" كعدو مشترك، وسقوط ضحايا في مواجهته، قد يمهد الطريق لتعاون أمني أكثر عمقًا وربما كسر الجمود السياسي بين البلدين، تحت مظلة الأمن القومي المشترك.
تكتسب ولاية يالوفا أهمية استراتيجية نظراً لقربها من إسطنبول، ما يجعلها هدفًا محتملاً لخلية داعش لضرب عصب الاقتصاد والسياحة التركية. كما تؤكد التعزية السورية أن الإرهاب لا يعرف الحدود، وأن استقرار المدن التركية يرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار الجوار السوري، مما يعزز فرضية التكامل في الملفات الأمنية بين البلدين.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من سلسلة "الدبلوماسية الهادئة" التي تنتهجها دمشق تجاه جيرانها، حيث تُبدي سوريا استعدادها لدعم جهود مكافحة الإرهاب بغض النظر عن الخلافات السياسية المستمرة منذ سنوات. ويأتي ذلك في سياق الحرص على حماية المدنيين وتعزيز التعاون الأمني بين الدولتين، بما يعكس أولوية الأمن والاستقرار على جميع الخلافات الإقليمية.
يُذكر أن الحكومة التركية مستمرة في تعزيز إجراءاتها الأمنية في المناطق المعرضة للتهديدات الإرهابية، مع تكثيف عمليات الاستطلاع والمراقبة لضمان سلامة المواطنين، بينما تؤكد دمشق من جانبها على الالتزام بتعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب وضمان أمن الحدود المشتركة.