جيران العرب

بوتين: الجيش الروسي أنجز مهامه بمحور زابوروجيا ويواصل الهجوم

الإثنين 29 ديسمبر 2025 - 05:54 م
هايدي سيد
الأمصار

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القوات المسلحة الروسية نجحت في تنفيذ المهام العسكرية الموكلة إليها في محور زابوروجيا، وذلك رغم ما وصفه باستعدادات العدو لسنوات طويلة للدفاع عن هذا المحور، مؤكدًا في الوقت نفسه أن العمليات العسكرية ستستمر خلال المرحلة المقبلة لتحقيق الأهداف المعلنة.


وأضاف الرئيس الروسي، في تصريحات رسمية نقلتها وسائل إعلام روسية، أن ما حققته القوات الروسية في هذا المحور يعكس قدرة الجيش على التعامل مع تحصينات معقدة وخطط دفاعية أعدتها القوات الأوكرانية على مدار سنوات، مشددًا على أن سير العمليات جاء وفق ما خُطط له من قبل القيادة العسكرية الروسية.



وأشار بوتين إلى أن العمليات العسكرية يجب أن تتواصل خلال الفترة المقبلة، قائلًا: “يجب استمرار الهجوم حتى تحرير زابوروجيا في المستقبل القريب”، في إشارة إلى تمسك روسيا الاتحادية بأهدافها العسكرية في هذه الجبهة، التي تُعد واحدة من أبرز محاور الصراع الدائر مع أوكرانيا.


وأكد الرئيس الروسي أن المرحلة الحالية تتطلب تكثيف الجهود العسكرية وعدم إتاحة الفرصة أمام القوات الأوكرانية لإعادة تنظيم صفوفها أو عرقلة التقدم الميداني، لافتًا إلى أن الجيش الروسي يمتلك القدرة على فرض سيطرته الميدانية وتأمين المناطق التي يسيطر عليها.


كوبيانسك وأمن الحدود الروسية
وفي سياق متصل، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة وقف محاولات “العدو” عرقلة تطور الأوضاع بشكل حاسم في محور كوبيانسك، مؤكدًا أن هذه المنطقة تمثل أهمية استراتيجية ضمن مجريات العمليات العسكرية الجارية شرق أوكرانيا.
وأوضح بوتين أن على القوات الروسية مواصلة العمل لضمان أمن المناطق الحدودية الروسية، في ظل ما وصفه بمحاولات متكررة لتهديد الاستقرار والأمن في تلك المناطق، مشيرًا إلى أن حماية الحدود تُعد أولوية قصوى في الاستراتيجية الدفاعية لروسيا.
زابوروجيا في قلب الصراع
وتُعد منطقة زابوروجيا الأوكرانية من أكثر المناطق حساسية في الصراع الروسي–الأوكراني، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وأهميتها العسكرية والاقتصادية، إضافة إلى احتضانها منشآت حيوية، أبرزها محطة زابوروجيا للطاقة النووية، التي لطالما كانت محور قلق دولي واسع.
ويرى مراقبون أن تشديد بوتين على مواصلة العمليات في هذا المحور يعكس تمسك موسكو بأهدافها المعلنة، في وقت تتزايد فيه التحركات السياسية والدبلوماسية الدولية الرامية إلى احتواء التصعيد العسكري والدفع نحو تسوية سياسية للأزمة.
 


وتحمل تصريحات الرئيس الروسي رسائل واضحة على المستويين السياسي والعسكري، مفادها أن روسيا ماضية في عملياتها، ولن تتراجع عن أهدافها في أوكرانيا، رغم الضغوط الدولية والعقوبات المفروضة عليها. كما تعكس هذه التصريحات سعي القيادة الروسية إلى طمأنة الداخل الروسي بشأن مسار العمليات وقدرة الجيش على تحقيق تقدم ميداني.


وفي المقابل، تتابع الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، تطورات الوضع الميداني في زابوروجيا وكوبيانسك، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع وتداعياته على الأمن الإقليمي والدولي.


وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المواجهات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وتعثر الجهود السياسية الرامية إلى التوصل لوقف شامل لإطلاق النار، ما ينذر بمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، خاصة في المحاور التي تشهد عمليات عسكرية مكثفة.