اندلعت في تقاطع “تليح” في حي هدن بإقليم بنادر في الصومال، الليلة الماضية، مظاهرةً حاشدة تنديدًا بإعلان الاحتلال الإسرائيلي اعترافه بإقليم أرض الصومال، في خطوة اعتبرها المتظاهرون انتهاكًا صارخًا لسيادة ووحدة جمهورية الصومال الفيدرالية.
وشارك في المظاهرة مئات من سكان العاصمة مقديشو، عبّروا عن غضبهم الشديد من الخطوة الإسرائيلية، مؤكدين دعمهم الكامل للدفاع عن استقلال البلاد ووحدتها الوطنية. وردد المتظاهرون شعارات رافضة لأي مساس بسيادة الصومال، ومؤكدة أن أرض الصومال جزء لا يتجزأ من الجمهورية.
وقال أحد المتظاهرين: «الكيان الصهيوني الذي يتخبط بدأ عبثًا الاعتراف بجزء لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، وهذا أمر لن نقبله أبدًا».

وأكد عدد من المشاركين، في تصريحات لوسائل الإعلام الوطنية، استعدادهم للدفاع عن سيادة الصومال بكل الوسائل المشروعة. وقال أحد الشباب المشاركين في المظاهرة: «نحن الشعب الصومالي نعبر الليلة عن مشاعرنا تجاه الانتهاك الذي يُرتكب بحق أمتنا».
وقالت السيدة زهرة إن النساء مستعدات للدفاع عن الوطن، مؤكدة أنه لا مجال للحديث عن أي اعتراف، وأن الصومال كيان واحد لا يتجزأ.
من جانبه، قال عمر فاروق، رئيس قطاع شباب محافظة بنادر، إن شباب الصومال حاضرون للتعبير عن موقفهم الرافض لما وصفه بالاعتداء على سيادة البلاد، فيما أكد برهان أحمد روبلي أن أهالي مقديشو عبّروا بوضوح عن استيائهم من الموقف الإسرائيلي.

ويأتي هذا التحرك الشعبي عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، في السادس والعشرين من الشهر الجاري، نية بلاده الاعتراف بإدارة المناطق الشمالية من الصومال (أرض الصومال) كدولة مستقلة، وهو ما قوبل برفض واسع من الحكومة والشعب الصومالي، الذين اعتبروا الخطوة اعتداءً مباشرًا على سيادة الصومال ووحدته الوطنية.
أدانت الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بأشد العبارات، إعلان سلطة الاحتلال الإسرائيلي اعترافها بانفصال إقليم “أرض الصومال” عن جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة.
وأكدت موريتانيا رفضها المطلق للإعلان الصادر بتاريخ 26 ديسمبر 2025 معتبرة أنه يتنافى مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكافة الأعراف الدولية.
جاء ذلك في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، حيث أوضح البيان أن هذا الإعلان يعد انتهاكا خطيرا لسيادة الدول ووحدتها الترابية، كما يمثل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، ولا سيما في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
وأكد البيان دعم موريتانيا للبيانات المشتركة الصادرة عن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي بهذا الخصوص، والتي تجمع على دعم وحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه، ورفض أي تدخل خارجي أو محاولة لفرض واقع غير قانوني على الأرض.
وجددت موريتانيا موقفها الثابت والداعم لوحدة جمهورية الصومال الفيدرالية، ومساندتها الكاملة لحكومتها الشرعية في كل ما تتخذه من إجراءات سياسية وقانونية للحفاظ على وحدة أراضيها وأمنها واستقرارها.
حثت وزارة الخارجية الصينية السلطات في أرض الصومال اليوم الاثنين على التوقف فورا عن أنشطتها الانفصالية والتآمر مع قوى خارجية.
جاء التحذير وسط تصاعد التوترات بعد الاعتراف الإسرائيلي الأخير بالإقليم، الذي أثار مظاهرات غاضبة محلية برفع أعلام فلسطين، مع مخاوف من تدخلات خارجية تهدد وحدة الصومال.