تلقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، اتصالا هاتفيا من عباس عراقجي وزير خارجية إيران.
وجرى خلال الاتصال، استعراض مجمل الأوضاع في المنطقة، ومناقشة آخر المستجدات والتطورات الإقليمية، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
العلاقات الإماراتية الإيرانية علاقة تاريخية معقدة، تتميز بتعاون اقتصادي وتجاري كبير خاصة عبر دبي، مع وجود جالية إيرانية ضخمة في الإمارات، ولكنها تتخللها توترات سياسية بسبب النزاع على الجزر الإماراتية الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى) ومخاوف إقليمية، ومع ذلك، هناك مساعٍ مستمرة لتعزيز الحوار الدبلوماسي والتعاون الاقتصادي لتحقيق الاستقرار الإقليمي، بما شهدت اتصالات رفيعة المستوى ومفاوضات لخفض التصعيد في الآونة الأخيرة.
فيما يلي أبرز ملامح هذه العلاقة وتطوراتها الأخيرة:
1. التطورات الدبلوماسية والسياسية (تحديثات ديسمبر 2025)
التنسيق الإقليمي المستمر: في 29 ديسمبر 2025، أجرى وزراء خارجية البلدين اتصالاً هاتفياً ناقشا فيه تطورات الأوضاع في المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على الملف اليمني، حيث أكد الجانبان ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره.
خفض التصعيد: واصلت الإمارات انتهاج سياسة التواصل المباشر لتقليل التوترات الإقليمية؛ حيث شهد عام 2025 سلسلة من اللقاءات، منها اجتماع في مايو 2025 في أبوظبي ناقش تعزيز العلاقات الثنائية والتقدم في المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
الموقف من النزاعات: خلال التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل في منتصف عام 2025، اتخذت الإمارات خطوات إنسانية شملت السماح للمواطنين الإيرانيين المقيمين والزوار بتمديد إقامتهم حتى استقرار الأوضاع.
2. العلاقات الاقتصادية والتجارية
تظل الإمارات أحد أهم الشركاء التجاريين لإيران عالمياً، حيث تعمل كبوابة رئيسية للتجارة الإيرانية غير النفطية:
حجم التبادل التجاري: بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين حوالي 27 مليار دولار بنهاية عام 2025، مع تطلعات لزيادتها إلى 30 مليار دولار في العام المقبل.
الشريك التجاري الأول: تُعد الإمارات المصدر الأول للواردات غير النفطية لإيران، حيث بلغت قيمة الواردات الإيرانية من الإمارات حوالي 12.1 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025.
التعاون المؤسسي: تم تفعيل "اللجنة الاقتصادية المشتركة" بين البلدين لتعزيز التعاون في قطاعات الاقتصاد الجديد، السياحة، النقل، والطاقة المتجددة.
3. الملفات الخلافية والتحديات
رغم التحسن الدبلوماسي، لا تزال هناك نقاط تباين جوهرية:
الجزر الثلاث: يستمر الخلاف التاريخي حول الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسى) التي تحتلها إيران منذ عام 1971، وتطالب الإمارات بحلها عبر المفاوضات المباشرة أو التحكيم الدولي.
الضغوط الخارجية: تتأثر العلاقة بالتوجهات السياسية الأمريكية؛ حيث تترقب أبوظبي مسار العقوبات الدولية وتنسق مع طهران لضمان عدم تأثر القنوات الدبلوماسية والتجارية المباشرة بشكل حاد.
4. الروابط الاجتماعية
الجالية الإيرانية: تستضيف الإمارات (وخاصة دبي) جالية إيرانية ضخمة تُقدر بنحو 500,000 نسمة، وتدير الشركات الإيرانية المسجلة في الدولة استثمارات وأصولاً بمليارات الدولارات.