انطلقت منافسات كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب، وتستمر حتى 18 يناير/ كانون الثاني المقبل، وسط توقعات كبيرة بعودة المنافسة القوية بين المنتخبات الأفريقية على اللقب الأغلى في القارة.
ويعد منتخب مصر، الأكثر تتويجًا بالبطولة عبر التاريخ برصيد سبعة ألقاب، أبرز المرشحين لإحراز اللقب، لكنه لم ينجح في التتويج منذ عام 2010، ما يضيف ثقلًا معنويًا وضغوطًا على لاعبيه، وعلى رأسهم نجم الفريق الأول، محمد صلاح.
تستقطب الأنظار حول محمد صلاح مع انطلاق البطولة، خاصة بعد فترة صعبة عاشها مع ناديه الإنجليزي ليفربول، حيث خضع لأسابيع عدة على دكة البدلاء، وواجه انتقادات حادة من بعض الجماهير والإعلام، بالإضافة إلى شكوك حول مستقبله داخل النادي، ما أثار تساؤلات حول قدرته على قيادة منتخب مصر في البطولة.

وفي الجولة الأولى ضد زيمبابوي، سجل صلاح هدف الفوز القاتل في الدقيقة 91، مانحًا منتخب مصر أول ثلاث نقاط في البطولة، فيما أكدت مباراة جنوب أفريقيا على أهميته، حيث سجل هدفًا من ركلة جزاء حاسمة، ليضمن تأهل الفراعنة رسميًا إلى دور ثمن النهائي. هذه الأهداف لم تكن مجرد انتصارات عادية، بل حملت رسالة قوية من صلاح عن قدرته على قيادة المنتخب، رغم التحديات الشخصية التي يواجهها، مؤكدًا أنه لا يزال لاعبًا قادرًا على صناعة الفارق في المباريات الكبرى.
ويستعيد المتابعون مقارنة حالة محمد صلاح بما حدث مع ليونيل ميسي في بطولة كوبا أمريكا 2021، حين واجه اللاعب أزمة غامضة مع ناديه برشلونة قبل أن يقود منتخب الأرجنتين للفوز باللقب، ما يجعل الفرصة متاحة أمام صلاح لتحقيق إنجاز مماثل وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية.
وتشارك مصر في هذه البطولة بقدرات نجومها على الصعيد الفردي والجماعي، ويأمل الجهاز الفني بقيادة مدرب منتخب مصر في استغلال خبرات لاعبيه، لا سيما صلاح، لتعويض السنوات الطويلة دون لقب، وإعادة الفراعنة إلى منصة التتويج بعد 15 عامًا من الانتظار.
يبقى السؤال الأبرز بالنسبة للمتابعين المصريين والعرب: هل سيتمكن محمد صلاح من تحقيق حلمه بالفوز بأول لقب دولي كبير مع منتخب مصر وقيادة الفريق نحو كتابة تاريخ جديد في أمم أفريقيا 2025؟ البطولة ما زالت في بداياتها، لكن الجميع يترقب لحظات الحسم والأداء البطولي للاعب الذي يحمل آمال الأمة على أكتافه.