شهدت المناطق الواقعة قبالة سواحل «البيرو»، خلال الساعات الماضية، هزة أرضية عنيفة بلغت قوتها (6.2 درجات)، ما أعاد إلى الواجهة المخاوف المرتبطة بالنشاط الزلزالي في المنطقة المُطلّة على المحيط الهادئ.
وفي التفاصيل، أفادت «المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل»، بأن مركز الهزة كان على بُعد (94 كيلومترًا) جنوب شرقي مدينة تروخيو، التي يزيد عدد سكانها على (700 ألف) نسمة، وعلى عُمق يتراوح بين (30 و66 كم تقريبًا)، مما قلل من شدة التأثير السطحي.
وسجلت المراكز الأوروبية والمتوسطية (EMSC) والإيطالية (INGV) الهزة في الساعة 02:51 UTC (حوالي 06:12 بتوقيت موسكو)، دون إصدار تحذير تسونامي.
لم ترد تقارير عن إصابات أو أضرار حتى الآن، وهو ما يتوافق مع عُمق الهزة الذي يحد من الخسائر في منطقة نشطة زلزاليًا مثل «حزام النار» الهادئ.
وتشهد «البيرو» هزات مُتكررة، لكن هذه الهزة لم تتسبب في اضطرابات كبيرة مقارنة بزلازل سابقة أقوى.
من ناحية أخرى، في لحظات قصيرة، اهتزّت الأرض تحت أقدام الآلاف في «الفلبين»، بعدما ضرب زلزال عنيف بقوة (7.6) درجة المناطق الساحلية، وسط حالة من الذعر والتحذيرات المتسارعة من «تسونامي» قد يُحوّل السواحل إلى خطوط مواجهة مع الطبيعة الغاضبة.
وفي هذا الصدد، وقع زلزال بقوة (7.6) درجة جنوب «الفلبين»، وسط احتمال تشكل «تسونامي» خطير في المناطق المجاورة، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم الجمعة.
وقال المعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل: إنه يتوقع حدوث أضرار وزلازل ارتدادية من الزلزال، الذي كان مركزه في البحر على بُعد حوالي (62) كيلومترًا جنوب شرق بلدة ماناي في مقاطعة دافاو أورينتال ونتج عن حركة في صدع على عمق ضحل بلغ (10) كيلومترات.
وذكر مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ في هونولولو، أنه «من المُحتمل حدوث موجات خطيرة ضمن (300) كيلومتر من مركز الزلزال».
وأضاف المركز، أن موجات يصل ارتفاعها إلى (3) أمتار فوق المد العادي قد تكون مُمكنة على بعض السواحل الفلبينية القريبة من مركز الزلزال. ومن المُحتمل حدوث موجات أصغر في إندونيسيا وبالاو.
ولا تزال «الفلبين» تتعافى من زلزال بلغت قوته (6.9) درجة وقع في 30 سبتمبر الماضي، والذي خلف ما لا يقل عن (74) قتيلًا وشرد الآلاف من الأشخاص في مقاطعة «سيبو الوسطى»، وتحديدًا مدينة بوجو والبلدات النائية.
وتتعرض «الفلبين»، وهي واحدة من أكثر دول العالم عُرضة للكوارث، للزلازل والثورانات البركانية بشكل مُتكرر بسبب موقعها على «حلقة النار» في المحيط الهادئ، وهي قوس من الصدوع الزلزالية حول المحيط. كما يجتاح «الأرخبيل» حوالي (20) إعصارًا وعاصفة سنويًا، مما يجعل الاستجابة للكوارث مُهمة رئيسية للحكومة والمجموعات التطوعية.
على جانب آخر، في واحدة من أقوى الهزات الأرضية المُسجّلة في المنطقة، أعلنت «هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية»، عن زلزال ضرب «ممر دريك» بين أمريكا الجنوبية والقطب الجنوبي بقوة (8) درجات، ما أثار مخاوف من موجات «تسونامي» في المحيط الجنوبي.