جيران العرب

روسيا تمضي نحو إنشاء أول بنك إسلامي رسمي

السبت 27 ديسمبر 2025 - 10:53 م
مصطفى سيد
الأمصار

أكد أناتولي أكساكوف، عضو مجلس الدوما الروسي ورئيس لجنة الأسواق المالية، أن العمل جارٍ حاليًا في روسيا على إنشاء بنك إسلامي، في خطوة تعكس توجّه الدولة نحو تنويع أدواتها المالية وتوسيع نطاق التمويل الإسلامي داخل البلاد.
وجاءت تصريحات أكساكوف خلال مشاركته في افتتاح مركز تمثيل هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) في مدينة قازان الروسية، حيث أوضح أن هناك مفاوضات نشطة تُجرى في الوقت الراهن لتأسيس بنك إسلامي يعمل وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، بما يسهم في دعم نموذج التمويل القائم على الشراكة بدلاً من الفوائد التقليدية.
وقال البرلماني الروسي إن إنشاء بنك إسلامي داخل روسيا من شأنه أن يشكّل دفعة قوية لتطوير التمويل التشاركي، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الخدمات المالية يلقى اهتمامًا متزايدًا، سواء من قبل المستثمرين المحليين أو من الأسواق الخارجية، خاصة في دول العالم الإسلامي.
وأضاف أكساكوف أن حجم سوق التمويل الإسلامي في روسيا يُقدَّر حاليًا بما لا يقل عن تريليون روبل روسي، موضحًا أن الهدف الاستراتيجي الذي ينبغي السعي لتحقيقه يتمثل في الوصول إلى مستوى 10 تريليونات روبل خلال المرحلة المقبلة. واعتبر أن هذا الهدف طموح لكنه قابل للتحقق في فترة زمنية ليست طويلة، شريطة تكثيف الجهود التشريعية والتنظيمية، والعمل على توفير البيئة القانونية والمالية المناسبة.
وأعرب رئيس لجنة الأسواق المالية بمجلس الدوما الروسي عن ثقته في أن التمويل الإسلامي يمكن أن يشكّل أحد محركات النمو الاقتصادي في روسيا، لافتًا إلى أن هذا القطاع لا يقتصر على المسلمين فقط، بل يجذب شريحة واسعة من المستثمرين الباحثين عن أدوات مالية قائمة على مبادئ الشفافية وتقاسم المخاطر والالتزام الأخلاقي.
ويمثل افتتاح المركز التمثيلي لهيئة AAOIFI في قازان خطوة محورية في مسار تطوير التمويل الإسلامي داخل روسيا وفي المنطقة الأوراسية بشكل عام. ويهدف المركز إلى دمج التجربة الروسية في النظام العالمي للتمويل الإسلامي، وتعزيز حضور البلاد في هذا القطاع الذي يشهد توسعًا متسارعًا على المستوى الدولي.


ويركز المركز الجديد على ثلاثة أهداف استراتيجية رئيسية، تشمل:
أولًا، توطين وتكييف المعايير الدولية للصيرفة والتمويل الإسلامي بما يتلاءم مع البيئة التشريعية والاقتصادية الروسية.
ثانيًا، تنمية رأس المال البشري الروسي من خلال تدريب كوادر متخصصة في التمويل الإسلامي، قادرة على إدارة هذا النوع من المؤسسات بكفاءة عالية.
ثالثًا، تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية في دول العالم الإسلامي، بما يسهم في جذب الاستثمارات وتوسيع نطاق الشراكات العابرة للحدود.
وتُعد هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) منظمة دولية غير ربحية رائدة في هذا المجال، تأسست عام 1991 في مملكة البحرين، وتُعنى بوضع معايير الشريعة الإسلامية الخاصة بالمؤسسات المالية الإسلامية. وتعمل الهيئة حاليًا في أكثر من 45 دولة، حيث تضمن الالتزام بالمعايير الشرعية والأخلاقية، إضافة إلى قواعد التدقيق والحوكمة والشفافية.
ويأتي هذا التحرك الروسي في سياق اهتمام متزايد من جانب موسكو بتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الإسلامية، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتمويل، في ظل التحولات الجارية في النظام المالي العالمي، ما يجعل مشروع إنشاء بنك إسلامي في روسيا خطوة ذات أبعاد اقتصادية واستراتيجية بعيدة المدى.