حوض النيل

لاجئون سودانيون في ليبيا: تطلعات واسعة لوقف الحرب والعودة الآمنة في 2026

السبت 27 ديسمبر 2025 - 05:50 م
غاده عماد
الأمصار

أجمع لاجئون سودانيون يقيمون في مدن ليبية مختلفة على ضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان، وتطبيع الحياة، وإتاحة الفرصة للاجئين والنازحين للعودة إلى ديارهم بسلام.

اللاجئون الذين فرّوا من هول الحرب وفظائعها إلى ليبيا، عبّروا في أحاديثهم لراديو دبنقا عن آمالهم في أن يشهد العام الجديد 2026 واقعًا مختلفًا، يسوده الأمن والاستقرار، وتنتهي فيه معاناة التشرد والنزوح.


علي إسحاق، القادم من مدينة الفاشر إلى بنغازي، قال إن أمنيته في العام الجديد أن يعمّ السلام والأمن ربوع السودان، وأن يعود المواطنون سالمين إلى ديارهم التي أُجبروا على مغادرتها بسبب الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات. وأضاف أن اللجوء إلى بلدان أخرى يسلب الإنسان كثيرًا من مقومات الحياة الكريمة، ويزيد من معاناة الأسر التي تفرّق شملها داخل السودان وخارجه.

وقف الحرب

من جانبه، قال إسحاق زكريا، عضو رابطة أبناء دارفور، إن أمنيتهم الأولى هي توقف “الحرب اللعينة” والعودة الآمنة إلى الوطن. وعدّد جملة من التحديات التي تواجه اللاجئين في ليبيا، من بينها ارتفاع تكاليف السكن والتعليم، وضعف فرص الدخل.

وناشد زكريا القنصلية السودانية بمزيد من المرونة، خاصة تجاه اللاجئين الذين لا يملكون وثائق ثبوتية ولا يستطيعون استخراج جوازات سفر لكل أفراد أسرهم بسبب الظروف المادية.
وأشار إلى أن هناك حاليًا حملة لاستخراج الجوازات والرقم الوطني بتخفيض أقرّه مجلس الوزراء، إلا أن الازدحام الكبير على نوافذ الخدمة يدفع بعض اللاجئين القادمين من خارج بنغازي إلى الانتظار فترات طويلة، ما يحمّلهم أعباء إضافية، ويجعلهم غير مستفيدين فعليًا من التخفيض المحدود في رسوم استخراج الجواز، والتي انخفضت من 1230 دينارًا ليبيًا إلى 830 دينارًا.


وشدد إسحاق زكريا على أن أمنيتهم العاجلة هي وقف الحرب، داعيًا الجميع للعمل بجد من أجل تحقيق الأمن والاستقرار. وقال: “عندما تتوقف الحرب، لا نحتاج إلى برامج عودة، فقط ننتظر أن تُفتح الطرق ويصمت صوت البندقية، وسنعود جميعًا دون حاجة لبرامج العودة الطوعية.”

الامن والاستقرار

بدوره، أثنى حافظ أبو بكر حسين على جهود البلد المضيف، مؤكدًا أن الليبيين لم يقصّروا في التعامل مع اللاجئين السودانيين، لكنه شدد على أن الحاجة الأساسية تظل في عودة الأمن والاستقرار داخل السودان، داعيًا جميع الأطراف إلى تحكيم صوت العقل ومراعاة أوضاع المواطنين الذين شردتهم الحرب.

أما الطفل فرح حسين، الذي يدرس بالصف الثاني الابتدائي في المدرسة السودانية، فقد عبّر ببساطة عن أمنيته في العام الجديد قائلاً: “أتمنى يتحقق الخير… وأحسن أرجع السودان.”
من جهته، شكر عبد الحافظ محمد الحكومة والشعب الليبي، وهنأهم بمناسبة عيدهم الوطني، معربًا في الوقت ذاته عن حزنه لمرور ذكرى استقلال السودان هذا العام دون أي مظاهر احتفاء، كما كان يحدث في السابق. وقال إن الحياة خارج الوطن “لا طعم لها”، مؤكدًا أن أكثر أمنية تُلحّ على كل سوداني هي وقف الحرب ولمّ شتات الوطن، وختم بالقول: “الوطن يسعنا جميعًا.”


وقال الشاب نذير يونس إن تطلعاتهم في العام الجديد تتمثل في عودة الأمن والاستقرار إلى السودان، مضيفًا: “مهما طالت إقامتنا خارج الوطن، فمصيرنا أن نعود إلى أحضانه.”

صدمات نفسية

أما أحمد محمد ضيف الله، فأشار إلى أن السودانيين يقتربون من نهاية عامهم الثالث منذ اندلاع الحرب، دون أن يتوقعوا أن تستمر كل هذا الوقت وتفرز هذا الوضع المأساوي. ووصف الحرب بأنها “غريبة من نوعها”، باغتت الجميع وأجبرتهم على الخروج من ديارهم دون أي متاع.

وأوضح أنهم نزحوا داخليًا من حي إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، قبل أن يضطروا للخروج إلى ليبيا، مؤكدًا أن النساء والأطفال ما زالوا يعانون من صدمات نفسية عميقة خلفتها الحرب. وأضاف أن ظروف اللجوء ازدادت قسوة بسبب الأعداد الكبيرة للسودانيين، وغياب فرص العمل والتعليم، مشددًا على أن أمنيتهم الكبرى هي وقف الحرب وتحقيق السلام المستدام، داعيًا إلى وقف الاقتتال.

عودة السلام

وفي مدينة البيضاء، قال طلال إن تطلعاتهم تتمثل في توقف الحرب وعودة السلام، داعيًا الحكومة السودانية إلى مراعاة ظروف العالقين في ليبيا على وجه الخصوص، حيث يعيش مئات الآلاف حالة قلق شديد بسبب إغلاق الطرق واشتداد الحرب داخل السودان. وأشار إلى أن توقف الحرب كفيل بتحسين الأوضاع تدريجيًا، مشيدًا بقوة تحمّل الشعب السوداني في مواجهة ويلات الحرب.
كما عبّر رضوان عن أمله في أن تتوقف الحرب وتعود البلاد إلى حالة من الاستقرار.