دان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الجمعة، التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في حي الذهب بمدينة حمص السورية، والذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين من المدنيين الأبرياء، مؤكداً أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تهدد الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة العربية بأكملها.
وأعرب أبو الغيط، وفق بيان رسمي للجامعة العربية تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا، داعياً الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. واعتبر أن استهداف دور العبادة المدنية يشكل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والقوانين الدولية، ويعكس تصعيداً خطيراً يهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة الأمن في البلاد.
وأشار البيان إلى أن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، جمال رشدي، نبه إلى أن هناك محاولات ممنهجة لزرع الفتن والنزاعات الطائفية والمذهبية في سوريا من خلال أعمال العنف والإرهاب، مؤكداً أن هذه المحاولات لن تؤثر على وحدة المجتمع السوري أو على إرادة الشعب في الدفاع عن مقدساته وأمنه واستقراره.
وشدد رشدي على أهمية تكثيف الجهود على المستويين الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات الراهنة، بما يحفظ وحدة وسيادة الدولة السورية، ويحد من قدرة التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة على استهداف المدنيين ومؤسسات الدولة. وأكد أن الجامعة العربية ملتزمة بدعم كافة المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن، وتنسيق الجهود مع الحكومة السورية والمجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب بشكل شامل وفعال.
وأضاف البيان أن جامعة الدول العربية تجدد دعمها الكامل للجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، ومختلف أشكال الإرهاب، مشيراً إلى أن التعاون مع المجتمع الدولي ضروري للتصدي للمخاطر الإرهابية واجتثاث منابعها، بما يسهم في حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية والحفاظ على المؤسسات الدينية والمدنية.
وأكد البيان أن ما حدث في حمص اليوم هو جزء من سلسلة محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، لكنه في الوقت نفسه يشكل فرصة لتوحيد الجهود الوطنية والدولية للتصدي للإرهاب، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية السورية على حماية المدنيين وتأمين أماكن العبادة والحياة العامة.
وختم الأمين العام للجامعة العربية، وفق البيان، بتأكيد موقف الجامعة الثابت الداعم لوحدة وسيادة سوريا، مع دعوة المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية لمكافحة الإرهاب، وضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات، مؤكدًا أن أي تهديد للأمن السوري هو تهديد للأمن الإقليمي بأكمله، وأن التصدي له يتطلب موقفاً حازماً ومشتركاً على جميع المستويات.