أعربت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الجمعة، عن إدانتها الشديدة للاعتداء الإرهابي الذي استهدف المصلين في جامع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، في حي وادي الذهب بمدينة حمص في الجمهورية العربية السورية، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح.
وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان رسمي تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن جمهورية العراق تدين بأشد العبارات هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي طال أحد دور العبادة، واستهدف مدنيين آمنين أثناء تأديتهم شعائرهم الدينية، مؤكدة أن مثل هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والأخلاقية، ولكل الأعراف والقوانين الدولية التي تحمي المدنيين وأماكن العبادة.
وأكد البيان أن الحكومة العراقية تعلن رفضها القاطع لجميع أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، أياً كانت دوافعه أو الجهات التي تقف خلفه، مشددة على أن استهداف دور العبادة والمصلين الأبرياء يعكس محاولات بائسة لزعزعة الأمن والاستقرار، وبث الفتنة الطائفية والنسيج المجتمعي في الدول العربية والإسلامية.

وأضافت وزارة الخارجية العراقية أن هذه الأعمال الإجرامية لن تنجح في تحقيق أهدافها، ولن تثني الشعوب عن التمسك بقيم التعايش والسلم الأهلي، مؤكدة وقوف العراق إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، ودعمه لحقه في الأمن والاستقرار.
وشدد البيان على دعم جمهورية العراق الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، داعية إلى تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الدول لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن الشعوب واستقرارها، وتهدد السلم الإقليمي والدولي.
وفي السياق ذاته، جددت وزارة الخارجية العراقية موقفها الثابت الرافض لاستهداف المدنيين ودور العبادة، مؤكدة أن هذه الجرائم تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم، وتتطلب موقفًا دوليًا موحدًا وحازمًا للتصدي لها ومحاسبة مرتكبيها ومن يقف وراءهم.
وتقدمت وزارة الخارجية العراقية، في ختام بيانها، بخالص التعازي وصادق المواساة إلى عائلات الضحايا وذويهم، معربة عن تضامنها الكامل مع الشعب السوري في هذا المصاب الأليم، وسائلةً المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يمنّ على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل.
وأكدت الوزارة أن العراق، الذي عانى لسنوات طويلة من ويلات الإرهاب، يدرك حجم الألم الذي تخلفه مثل هذه الجرائم، ويؤمن بأن مواجهة الإرهاب تتطلب تضافر الجهود وتغليب لغة الحوار والسلام، بما يضمن حماية المجتمعات وصون المقدسات، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.