الشام الجديد

سوريا.. قصف جديد يستهدف مستودعات أسلحة ومخدرات في السويداء

الجمعة 26 ديسمبر 2025 - 03:11 ص
مصطفى عبد الكريم
غارات على سوريا -
غارات على سوريا - أرشيفية

على وقع تصعيد ميداني جديد، عادت محافظة «السويداء» السورية إلى دائرة النار، بعد قصف استهدف مستودعات أسلحة ومخدرات، في تطور يُنذر بمزيد من التوتر ويُعيد خلط الأوراق في المشهد الأمني جنوب سوريا.

تفاصيل عملية جوية جديدة

وفي التفاصيل، أفادت القناة «الإخبارية» السورية، بأن طائرة حربية شنت غارة على المدينة الرياضية شرقي بلدة الكفر بريف السويداء الجنوبي، والتي تستخدمها عصابات مُتمردة مُستودعًا لتخزين الأسلحة.

وأشارت القناة السورية أيضًا إلى تنفيذ غارة أخرى قُرب تل قليب في قرية الكفر الخاضعة لسيطرة عصابات خارجة عن القانون في ريف السويداء الجنوبي.

تصعيد أردني مُتواصل

ذكرت «الإخبارية» السورية، أن الطائرة الحربية التي شنت الغارة يُرجّح أنها «أردنية».

وتأتي هذه الغارات بعد أقل من (24 ساعة) على إعلان «القوات المسلحة الأردنية»، تحييد مُهربي أسلحة ومخدرات وتدمير أوكارهم في «السويداء»، بُناءً على معلومات استخبارية دقيقة، مُوضحة أنها استهدفت عددًا من المصانع والمعامل التي تتخذها هذه الجماعات أوكارًا لانطلاق عملياتها تجاه أراضي المملكة، ومُشيرة إلى أنه تم تدمير المواقع المُحدّدة بُناءً على معلومات استخبارية دقيقة وبالتنسيق مع الشركاء الإقليميين.

إسرائيل تدقُّ طبول الحرب.. وزير بارز يجزم بقُرب الحرب على سوريا

على جانب آخر، في مشهد إقليمي يشتعل على حافة الانفجار، تتعالى طبول الحرب من جديد في «الشرق الأوسط»، وهذه المرة من «البوابة الإسرائيلية». ومع تصريحاتٍ نارية لوزير بارز في حكومة «الاحتلال»، تتزايد المخاوف من أن المنطقة تُدفع بخُطى مسرعة نحو مواجهة عسكرية مفتوحة مع «سوريا»، قد تُغيّر خرائط النفوذ وتُعيد رسم قواعد الاشتباك.

وفي التفاصيل، أفاد وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، «عميحاي شيكلي»، تعليقًا على تطورات مُحيط «القنيطرة» السورية، بأن «الحرب على سوريا باتت حتمية».

مشاهد تُربك القيادة الإسرائيلية

جاءت تصريحات «شيكلي» عقب تداول مقاطع تظهر تحركات لقوات أمن سورية ومسلحين قُرب مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي في ريف القنيطرة، ما اعتبرته تل أبيب «تهديدًا أمنيًا»، رغم أن المنطقة تشهد منذ سنوات اعتداءات إسرائيلية متكررة وتوغلات وانتهاكات مستمرة للسيادة السورية.

زيارة دبلوماسية ميدانية

كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، أن حادثة التوتر التي وقعت في القنيطرة بين قوة من الجيش الإسرائيلي ومواطنين سوريين قُرب المدينة تزامنت مع جولة ميدانية أجراها كل من سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة «مايك وولز»، وسفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة «داني دانون»، في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، دخل وولز ودانون إلى القنيطرة القديمة خلال الجولة مرتديين معدات حماية، وأجريا تقييمًا ميدانيًا للوضع. وخلال عودتهما إلى المركبات، وقعت «حادثة غير اعتيادية» تمثلت باضطرابات وإطلاق نار بعد مرور الموكب المسلح، ومحاولة الجيش الإسرائيلي، وفق روايته، اعتقال عنصر من حركة الجهاد الإسلامي.

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن السفيرين لم يشاهدا الحادثة مباشرة، لكنهما كانا على بُعد مئات الأمتار فقط من موقعها.

إحاطة عسكرية مشتركة

ذكرت «يديعوت أحرنوت»، أن «دانون» تلقى إحاطة فورية من قائد اللواء في المنطقة، وسارع إلى إبلاغ السفير الأمريكي بتفاصيل ما جرى، قبل أن يتلقى الطرفان لاحقًا إحاطات عسكرية حول «التهديدات» على الجبهتين اللبنانية والسورية. وشملت الجولة أيضًا مواقع في الجليل الأعلى المحتل، ومرتفعات الجولان المحتل، إضافة إلى لقاء مع ضابط رفيع في قوة «أندوف» التابعة للأمم المتحدة.

وفي تطور سياسي لافت، نقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، «بنيامين نتنياهو»، عبّر عن غضبه الشديد من تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا، «توم باراك»، الذي قال خلال «منتدى الدوحة» إن «ما نجح في هذه المنطقة أكثر من أي شيء آخر هو الملكية».

ترقُّب صراع مُحتمل

وبين ضجيج التصريحات وهدير التحشيد العسكري، يبقى السؤال الأكبر مُعلّقًا: هل تتجه المنطقة فعلًا إلى حرب جديدة، أم أن ما يجري مُجرّد ضغط محسوب لفرض معادلات جديدة؟ ما يبدو واضحًا حتى الآن هو أن الساعات المُقبلة ستكون حاسمة، وأن الشرق الأوسط يقف على أعتاب مرحلة لا يُمكن التنبؤ بنتائجها.

«أشباح تُلاحق نتنياهو».. غضب أمريكي من التصعيد الإسرائيلي في سوريا

في لحظةٍ تتقاطع فيها الحسابات السياسية مع رياح الحرب، عاد «نتنياهو» ليرى «أشباحًا في كل مكان»… أشباح تهديدات، وأشباح نفوذ، وأشباح هواجس لا تهدأ. ضرباتٌ إسرائيلية مُتلاحقة على «سوريا»، تفتح بابًا جديدًا للتوتر، وتدفع «واشنطن» لإطلاق رسائل «انزعاج» لم يعد بالإمكان إخفاؤها.