المغرب العربي

ليبيا.. انتظار نتائج الحمض النووي يُؤجل تأبين ضحايا الطائرة المنكوبة

الجمعة 26 ديسمبر 2025 - 02:32 ص
مصطفى عبد الكريم
رئيس أركان القوات
رئيس أركان القوات المسلحة الليبية الفريق الراحل محمد الحداد

لم يحن بعد موعد الوداع الأخير، إذ فرض انتظار نتائج فحوصات الحمض النووي نفسه على المشهد، مُؤجلًا مراسم تأبين ضحايا الطائرة المنكوبة في «ليبيا»، وسط مشاعر حزن وترقُّب لدى ذويهم.

قرار رسمي بالتأجيل

وفي التفاصيل، أعلنت السُلطات الليبية، عن تأجيل مراسم تأبين ضحايا حادث تحطم الطائرة فوق الأراضي التركية، وذلك بسبب «تأخر صدور نتائج عينات الحمض النووي اللازمة لاستكمال إجراءات التعرف الرسمي».

وفي السياق ذاته، وصل وفد من وزارة المواصلات، صباح يوم الخميس، إلى موقع الحادثة في منطقة هايمانا التركية، حيث أجرى معاينة ميدانية لأجزاء الطائرة المنكوبة، ضمن الإجراءات الفنية والتحقيقية المتبعة.

كما عقد الفريق الأمني الليبي اجتماعًا مع قوات الجندرمة التركية التي تولت تطويق موقع الحادثة فور وقوعها، وأشرفت عليه ميدانيًا منذ اللحظات الأولى، في إطار التنسيق الأمني المشترك.

اجتماعات ليبية تركية

من المقرر أن يعقد الفريق الأمني الليبي اجتماعًا آخر مع المدعي العام التركي، إضافة إلى لقاء مُرتقب مع وزير العدل التركي، لمتابعة الجوانب القانونية والتحقيقية المتعلقة بالحادثة.

وفي تطور مُتصل، غادرت عائلة الراحل «محمد الحداد» الأراضي التركية عقب الانتهاء من إجراءات أخذ عينات الحمض النووي، تمهيدًا لاستكمال باقي الإجراءات الرسمية.

ليبيا في حداد.. تعازٍ واسعة عقب مقتل رئيس الأركان محمد الحداد

خيّم الحزن على «المشهد الليبي»، مع توافد موجات التعازي من داخل البلاد وخارجها، عقب الإعلان عن مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الليبية، «الفريق محمد الحداد» ومرافقيه، في حادثٍ مأساوي بـ«تركيا» ترك صدمة عميقة في الأوساط الرسمية والشعبية، وفتح باب «الحداد» على رجل ارتبط اسمه بمفاصل دقيقة في المؤسسة العسكرية.

تعاطف دولي مع ليبيا

وفي هذا الإطار، أعربت «سوريا»، عن خالص تعازيها لليبيا في ضحايا الحادث، مُؤكّدة في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين على عُمق روابط الأخوة بين البلدين، وسائلة الله أن يتغمد الفقيد ومرافقيه بواسع رحمته.

من جهته، قدّم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، «إسماعيل بقائي»، تعازيه إلى حكومة وشعب ليبيا، مُعربًا عن تعاطفه مع ذوي الضحايا.

كما قدّم الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، تعازيه خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، «عبد الحميد الدبيبة»، مُؤكّدًا تضامن تركيا الكامل مع ليبيا.

ونعى وزير الدفاع التركي، «يشار غولر»، الضحايا بأسمائهم، وهم الفريق أول ركن محمد الحداد، والفريق ركن الفئتوري غريبيل، والعميد محمود جمعة القطيعي، ومحمد العصاوي، والمصور محمد عمر أحمد محجوب.

يُذكر أن الحادث وقع، مساء يوم الثلاثاء الماضي، أثناء عودة الضحايا من زيارة رسمية إلى أنقرة. وقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الحداد الرسمي في عموم البلاد لمُدة ثلاثة أيام، بينما باشرت «نيابة أنقرة» تحقيقًا ببشأن الحادث.

الدبيبة: «عهد جديد لحضور ليبيا الخارجي بعد طيّ صفحة الصراع»

من ناحية أخرى، بعد سنوات أثقلت فيها الصراعات كاهل «ليبيا»، وأبقتها في قلب العاصفة الإقليمية والدولية، يُعلن رئيس حكومة الوحدة، «عبدالحميد الدبيبة»، أن البلاد تدخل اليوم عهدًا خارجيًا جديدًا، تُعيد فيه تموضعها بثقة، وتستعيد دورها الفاعل على الخارطة السياسية للعالم.