الشام الجديد

مصادر بدمشق: تصعيد حلب لن يقود لمواجهة واسعة والاتجاه لتمديد اتفاق الحكومة مع «قسد»

الخميس 25 ديسمبر 2025 - 11:46 م
عمرو أحمد
قسد
قسد

استبعدت مصادر مطلعة في دمشق أن يؤدي التصعيد العسكري الأخير في مدينة حلب بين الجيش السوري و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) إلى اندلاع مواجهة واسعة بين الطرفين، مرجحة أن تتجه الحكومة السورية إلى تمديد مهلة اتفاق آذار (مارس) لعدة أشهر إضافية، بدلًا من الذهاب نحو خيار التصعيد الشامل.

الاشتباكات بين الجيش السوري و«قوات سوريا الديمقراطية»:

وأوضحت المصادر، وفق ما نقلته صحيفة «الشرق الأوسط»، أن تمديد المهلة، التي تنتهي بنهاية العام الجاري، يهدف إلى زيادة الضغوط السياسية والأمنية على «قسد» لدفعها نحو تنفيذ بنود الاتفاق، لا سيما المتعلقة بالاندماج في مؤسسات الدولة السورية، وبشكل خاص الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وأضافت المصادر أن التصعيد المحدود الذي شهدته مدينة حلب يأتي في إطار «ضغوط مدروسة» تتزامن مع اقتراب استحقاق تنفيذ «اتفاق 10 آذار» الموقع بين الحكومة السورية و«قسد»، ومع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لتنفيذ التفاهمات، في ظل تعثر واضح في بعض بنوده الأساسية.

وفي هذا السياق، قال الباحث مكارم فتحي إن المباحثات التركية الأخيرة التي جرت في دمشق تندرج ضمن مسار تعزيز موقف الحكومة السورية وإظهار قدر أكبر من الحزم، معتبرًا أن أحد المخارج المطروحة لتجاوز مأزق الاستحقاق الزمني هو الإعلان عن «إنجاز جزئي» في تنفيذ اتفاق آذار، بما يسمح ببدء مفاوضات فعلية أوسع وكسب المزيد من الوقت خلال عام 2026.

من جانبه، رأى الباحث وائل علوان أن تمديد مهلة الاتفاق لمدة ستة أشهر إضافية يظل احتمالًا قائمًا، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية حريصة على عدم انهيار الاتفاق في هذه المرحلة. 

ورجّح علوان أن تشهد الفترة المقبلة تصاعدًا في الضغوط الدولية على «قسد»، خصوصًا من الولايات المتحدة وفرنسا، لدفعها نحو الالتزام بالمسار التفاوضي وتجنب أي تصعيد قد يخلط أوراق المشهد السوري.

وفي وقت سابق، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)،، تعرض عدد من مقارها العسكرية في ريف دير الزور الشرقي لهجمات قالت إنها نفذت من قبل قوات تابعة للجيش السوري، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اتفاق لوقف التصعيد بين الطرفين في ريف الرقة الجنوبي الشرقي.

وقالت "قسد"، في بيان، إن مجموعات من فصائل تابعة لحكومة دمشق استهدفت مواقعها في بلدة أبو حمام بالقذائف الصاروخية والأسلحة الثقيلة، معتبرة أن الهجوم "يأتي في إطار محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

 وأكدت أن قواتها "ردت بشكل مشروع على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك".

وأضافت القوات أن القصف طال ثلاثة مواقع عسكرية ومنازل للمدنيين، مشيرة إلى استخدام مهاجميها طائرات مسيّرة، بينها مسيّرات انتحارية، ما يشكل "خطراً مضاعفاً على السكان".

ويأتي هذا التصعيد رغم اتفاق تم التوصل إليه الجمعة بين الجيش السوري و"قسد" لوقف إطلاق النار في بلدة معدان بريف الرقة الشرقي، عقب مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية شملت عمليات تسلل وقصف واستهداف بالطائرات المسيرة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.