حذر مسؤول أمني إسرائيلي، من تصاعد خطورة التهديد الصاروخي الإيراني، مؤكدًا أن فشل الجهود الأمريكية في التوصل إلى اتفاق يحد من برنامج الصواريخ الباليستية الذي تطوره الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد يدفع نحو خيارات أكثر تصعيدًا في المرحلة المقبلة.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، قوله إن الصواريخ الباليستية الإيرانية تمثل خطرًا استراتيجيًا بالغًا على دولة إسرائيل، مشيرًا إلى أن إطلاق عدد كبير منها في وقت واحد باتجاه الأراضي الإسرائيلية قد يتسبب في دمار واسع النطاق، يعادل في تأثيره التدميري انفجار قنبلة نووية صغيرة، على حد تعبيره.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن التهديد لا يقتصر فقط على دقة الصواريخ أو مداها، بل يمتد إلى الكم الكبير الذي تمتلكه إيران، فضلًا عن التطور المتسارع في قدراتها التقنية، ما يزيد من تعقيد أي مواجهة محتملة ويجعلها أكثر كلفة على المستويين العسكري والمدني.
وفي هذا السياق، أشار المسؤول إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم عرض معلومات استخباراتية وصفها بـ«الحساسة والدقيقة» على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اللقاء المرتقب بين الجانبين، بهدف تسليط الضوء على حجم الخطر الذي يشكله البرنامج الصاروخي الإيراني على أمن إسرائيل واستقرار المنطقة.

وأكد أن هذه المعلومات الاستخباراتية تتضمن تقييمات حديثة حول قدرات إيران الصاروخية، ومواقع التطوير والإنتاج، إضافة إلى سيناريوهات محتملة لاستخدام هذه الصواريخ في حال تصاعد التوتر الإقليمي، لافتًا إلى أن تل أبيب ترى ضرورة اتخاذ موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه هذا الملف.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية تتابع بقلق بالغ مسار المباحثات غير المباشرة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران، معتبرًا أن أي اتفاق لا يتضمن قيودًا واضحة وملزمة على برنامج الصواريخ الباليستية سيكون ناقصًا، ولن يحقق الهدف الأساسي المتمثل في تقليص التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا، وسط مخاوف إسرائيلية من توسع النفوذ الإيراني، سواء عبر برامج التسليح المتطورة أو من خلال دعم طهران لحلفائها في عدد من الدول الإقليمية، ما تعتبره تل أبيب تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
ويرى مراقبون أن تحذيرات المسؤول الإسرائيلي تعكس مساعي الحكومة الإسرائيلية للضغط على الإدارة الأمريكية من أجل تشديد موقفها التفاوضي مع إيران، وربما إدراج الملف الصاروخي ضمن أي تفاهمات مستقبلية، بدل الاكتفاء بالتركيز على البرنامج النووي فقط.
وفي المقابل، تؤكد إيران في أكثر من مناسبة أن برنامجها الصاروخي ذو طابع دفاعي، وترفض إدراجه ضمن أي مفاوضات دولية، معتبرة أن ذلك يمس سيادتها وأمنها القومي.
وبين التصعيد السياسي والتحركات الدبلوماسية، تبقى نتائج اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي محل ترقب، في ظل تأثيره المحتمل على مسار العلاقات الإقليمية ومستقبل التوتر بين إسرائيل وإيران خلال المرحلة القادمة.