حوض النيل

الجيش السوداني يفتح طريق الشرق للأبيض ويقصف مخازن الدعم السريع

الخميس 25 ديسمبر 2025 - 08:19 م
هايدي سيد
الأمصار

أعلن الجيش السوداني، يوم الخميس 25 ديسمبر 2025، عن فتح طريق الشرق المؤدي إلى مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في خطوة وصفها المسؤولون العسكريون بأنها تهدف لتأمين خطوط الإمداد وتحسين حركة المدنيين والمواد الأساسية في مناطق النزاع.

وتأتي هذه التحركات ضمن استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023، وأسفرت عن نزوح آلاف المدنيين إلى مناطق آمنة، بالإضافة إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأوضح الجيش السوداني أن وحداته شنت أيضًا عمليات قصف دقيقة على مخازن أسلحة وطائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ضمن سلسلة من الضربات التي تستهدف تقليل قدرات الدعم السريع العسكرية وتأمين استقرار المناطق الحدودية بين ولايات دارفور وكردفان.

وفي سياق متصل، كشفت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع تحتجز حوالي 73 امرأة و29 طفلة في مدينة المجلد بولاية غرب كردفان، بدعوى انتماء ذويهن إلى القوات المسلحة السودانية.

 وأوضحت الشبكة أن هؤلاء النساء والأطفال تعرضوا لترحيل قسري واحتجاز في ظروف إنسانية بالغة السوء، تفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية والغذائية والنفسية، ما يعرضهن لمخاطر صحية كبيرة في ظل انعدام الخدمات الطبية وانتشار الأوبئة.

وأكدت الشبكة أن هذا الاحتجاز يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ولكافة المواثيق التي تحظر استهداف المدنيين أو استخدامهم كوسيلة ضغط خلال النزاعات المسلحة. 

وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لضمان الإفراج عن المحتجزات وحمايتهن، بالإضافة إلى تمكين المنظمات الإنسانية والطبية من الوصول إليهن لتقديم الرعاية اللازمة.

ويشهد السودان استمرار حالة عدم الاستقرار العسكري في عدة ولايات، وسط دعوات متكررة من المنظمات الدولية لتقليل العمليات العسكرية المكثفة وحماية المدنيين، مع استمرار جهود الجيش السوداني لإعادة الأمن والسيطرة على طرق استراتيجية حرجة، بما في ذلك طريق الشرق للأبيض، الذي يمثل شريانًا حيويًا يربط مناطق النزاع بالمراكز الإدارية والاقتصادية في شمال كردفان.

وبهذا السياق، يواصل الجيش السوداني جهوده لتأمين المدنيين، في وقت تواصل فيه قوات الدعم السريع احتجاز نساء وأطفال واستخدامهم كورقة ضغط، ما يعكس تعقيد الوضع الإنساني في مناطق النزاع المستمرة منذ أكثر من عامين، ويضع البلاد أمام تحديات كبيرة في إعادة الأمن والاستقرار.