رحّب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالجهود التي تبذلها الحكومة الصومالية لتنظيم أول انتخابات بلدية بالاقتراع المباشر منذ أكثر من خمسة عقود، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل تطوراً مهماً في مسار التحول السياسي وتعزيز الممارسة الديمقراطية في جمهورية الصومال الفيدرالية.
وأكد أبو الغيط أن إجراء انتخابات بلدية مباشرة للمرة الأولى منذ عام 1969 يُعد مؤشراً إيجابياً على سعي الدولة الصومالية لترسيخ مبادئ المواطنة، وتعزيز الشرعية الدستورية، ودعم السلم الأهلي، إلى جانب الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية القوى السياسية الصومالية، بمختلف توجهاتها، إلى تغليب منطق الحوار والوفاق الوطني، والعمل المشترك لتجاوز التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه البلاد، سواء ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أو دعم جهود المصالحة الوطنية، أو تعزيز مسار بناء الدولة الصومالية الحديثة.
وفي هذا السياق، أوضح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة تتابع باهتمام بالغ مجريات العملية الانتخابية في العاصمة الصومالية مقديشو، وتعتبرها محطة مفصلية في تاريخ الحياة السياسية بالصومال، لما تحمله من دلالات تتعلق بتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وتمكين المواطنين من اختيار ممثليهم في المجالس المحلية بشكل مباشر.
وأشار رشدي إلى أن هذه الانتخابات تمثل خطوة عملية على طريق الانتقال من نظام الانتخابات غير المباشرة، الذي كان معمولاً به منذ عام 1969، إلى نظام الاقتراع العام المباشر القائم على مبدأ “شخص واحد، صوت واحد”، وذلك بما يتماشى مع نصوص الدستور الانتقالي الصومالي، ويعكس تطلعات الشعب الصومالي في بناء دولة القانون والمؤسسات.
وأضاف المتحدث باسم الجامعة العربية أن الأمانة العامة ترى في هذه التجربة الانتخابية اختباراً حقيقياً لقدرة المؤسسات الصومالية على إدارة استحقاقات ديمقراطية واسعة، رغم التحديات الأمنية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن نجاح هذه الخطوة من شأنه أن يعزز الثقة الداخلية والدولية في مسار الانتقال السياسي بالصومال.
وأكدت جامعة الدول العربية استعدادها الكامل لتقديم مختلف أشكال الدعم السياسي والفني، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة الصومالية، بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية وسلامتها، ويسهم في إنجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي المهم. كما شددت على استمرار دعمها للتطلعات المشروعة للشعب الصومالي في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، واستعادة الدور الفاعل للدولة الوطنية على المستويين الإقليمي والدولي.
ويأتي موقف الجامعة العربية في وقت تشهد فيه الصومال حراكاً سياسياً لافتاً، وسط آمال بأن تمهد الانتخابات البلدية المباشرة الطريق لإجراء استحقاقات انتخابية أوسع في المستقبل، تسهم في ترسيخ الديمقراطية، وتعزيز الاستقرار السياسي، ودعم جهود إعادة الإعمار وبناء السلام في البلاد.