أكد الكرملين الروسي، اليوم الخميس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجّه بالفعل برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد، في خطوة تعكس استمرار القنوات الدبلوماسية الرسمية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية رغم التوترات السياسية القائمة بين البلدين.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، إن الرئيس الروسي قام بإرسال التهنئة في التوقيت المناسب، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار الأعراف الدبلوماسية المتبعة بين رؤساء الدول.
وأضاف بيسكوف، وهو المسؤول الإعلامي الأبرز في الكرملين الروسي، أن الرئيس بوتين "هنأ بالفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمناسبة حلول العام الجديد، وتم إرسال برقية التهنئة رسميًا"، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية تتعلق بمضمون الرسالة أو ما إذا كانت قد تضمنت إشارات سياسية أو دبلوماسية أوسع.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، أن موسكو تخطط لإرسال تهنئة رسمية إلى الرئيس الأمريكي بهذه المناسبة، في إطار الحفاظ على الحد الأدنى من التواصل الدبلوماسي بين البلدين، حتى في ظل الخلافات الحادة حول عدد من الملفات الدولية.
ويُنظر إلى تبادل التهاني بين قادة الدول، خاصة بين روسيا والولايات المتحدة، باعتباره تقليدًا دبلوماسيًا راسخًا، يهدف إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، حتى في أوقات الأزمات السياسية أو التوترات العسكرية. وغالبًا ما تحمل مثل هذه الرسائل طابعًا بروتوكوليًا، لكنها قد تعكس في بعض الأحيان رغبة ضمنية في تهدئة الأجواء أو فتح المجال أمام تواصل مستقبلي.
وتشهد العلاقات الروسية الأمريكية منذ سنوات توترًا ملحوظًا على خلفية عدد من القضايا، من بينها الأوضاع في أوكرانيا، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، إضافة إلى ملفات الأمن الدولي والتنافس الجيوسياسي بين القوتين. ورغم ذلك، تحرص موسكو وواشنطن في بعض المناسبات الرسمية على الالتزام بالمسار الدبلوماسي التقليدي.
ويرى مراقبون أن تأكيد الكرملين الروسي على إرسال برقية التهنئة يعكس حرص القيادة الروسية على إظهار الالتزام بالأعراف الدولية، وعدم إغلاق باب التواصل الكامل مع الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة مع اقتراب عام جديد يحمل تحديات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من البيت الأبيض الأمريكي بشأن تلقي الرئيس دونالد ترامب للتهنئة الروسية أو مضمونها، فيما يبقى هذا التواصل في إطار الرسائل البروتوكولية التي لا تعني بالضرورة حدوث اختراق سياسي في العلاقات بين البلدين.