تلقّى «نصري عصفورة»، الفائز بالانتخابات الرئاسية في «هندوراس»، تهنئة رسمية من «الولايات المتحدة»، مُمثلة في وزير الخارجية «ماركو روبيو»، في إشارة واضحة إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المستقبلي بين البلدين.
وفي التفاصيل، هنأ وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، اليوم الخميس، «عصفورة» بالفوز في انتخابات الرئاسة في «هندوراس»، مُؤكّدًا أن واشنطن تسعى للعمل المشترك معه لتطوير التعاون بين البلدين.
وقال روبيو، في بيان له، إن «الولايات المتحدة تُهنئ الرئيس المنتخب لهندوراس نصري عصفورة بالفوز في الانتخابات الذي أكُده المجلس الانتخابي الوطني».
وأضاف الوزير الأمريكي: «نعول على العمل المشترك مع إدارته المستقبلية على تطوير التعاون الثنائي والإقليمي في مجال الأمن ووقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين بلدينا».
أفاد ماركو روبيو، بأن الولايات المتحدة تدعو جميع القوى لاحترام نتائج الانتخابات الرئاسية في «هندوراس» من أجل ضمان تسليم المهام لـ«عصفورة» بسرعة.
وقد أعلن المجلس الانتخابي الوطني يوم 24 ديسمبر عن فوز «نصري عصفورة» من أصول فلسطينية، زعيم الحزب القومي اليميني، في انتخابات الرئاسة في هندوراس بحصوله على (40.27%) من الأصوات.
ولد «عصفورة» (67 عامًا) لأبوين فلسطينيين هاجرا إلى أمريكا الوسطى خلال الصراع العربي الإسرائيلي في أربعينيات القرن الماضي. ودرس الهندسة المدنية لكنه ترك دراسته الجامعية قبل الحصول على شهادته، ليبدأ مسيرة مهنية في قطاع البناء، ثم دخل الحياة العامة في تسعينيات القرن الماضي.
وتعد «هندوراس» من أكثر البلدان عنفًا في أمريكا اللاتينية، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى العصابات التي تُسيطر على تجارة المخدرات والجريمة المنظمة.
في خضم انتخابات حامية المعركة، نجح المرشح «نصري عصفورة» المدعوم من الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، في حسم السباق الرئاسي في «هندوراس»، وسط رفض واضح من منافسه «سلفادور نصر الله» الذي أعلن أن النتائج «مُزورة»، مما يفتح فصلًا جديدًا من التوتر السياسي في البلاد.
وفي التفاصيل، أعلنت «سُلطات في هندوراس»، يوم الأربعاء، فوز «نصري عصفورة»، المرشح المحافظ المدعوم من «ترامب»، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 30 نوفمبر الماضي، حيث وجاء إعلان النتائج بعد عملية فرز استمرت أسابيع وأثارت تساؤلات حول مصداقية النظام الانتخابي في هذا البلد الهش سياسيًا.
وحصل «عصفورة»، مرشح الحزب الوطني، على (40.27%) من الأصوات، مُتقدمًا بفارق ضئيل على منافسه «سلفادور نصر الله»، زعيم الحزب الليبرالي، الذي حل ثانيًا بنسبة (39.53%)، بينما مُني اليسار الحاكم بخسارة فادحة، إذ حل مرشح «حزب الحرية وإعادة التأسيس»، الزعيمة السابقة «ماريا أندريه تشافيز»، في المركز الثالث بنسبة (19.19%) فقط.
اُعتبر فوز «عصفورة»، (67 عامًا)، مؤشرًا على استمرار المد اليميني في أمريكا اللاتينية، بعد أسبوع فقط من انتخاب اليميني المتطرف «خوسيه أنطونيو كاست» رئيسًا لتشيلي. وسارع «عصفورة» إلى التغريد على منصة «إكس» قائلًا: «هندوراس: أنا مُستعد للحكم... لن أخذلكم».
وقدّم قادة يمينيون بارزون، وعلى رأسهم الرئيس الأرجنتيني «خافيير ميلي»، تهانيهم لعصفورة، في تأكيد على التحالف الآخذ في التبلور بين اليمين الأمريكي اللاتيني وواشنطن.
وخلال حملته، قدّم «عصفورة» نفسه كسياسي براغماتي، ركّز على إنجازاته في تطوير البنية التحتية بالعاصمة تيغوسيغالبا. وكان «ترامب» قد دعمه علنا قبل أيام من الاقتراع، واصفًا إياه بأنه «المرشح الوحيد الذي ستعمل معه الولايات المتحدة».
في المقابل، رفض منافسه «نصر الله» الاعتراف بالنتائج، وجدد اتهاماته بحدوث تزوير انتخابي، قائلًا: «السُلطات الانتخابية خانت الشعب الهندوراسي»، في تصريحات قد تُعقّد المرحلة الانتقالية وتزيد من حدة الاستقطاب السياسي في البلاد.
وفي وقت سابق، هدّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بقطع المساعدات عن هندوراس «إذا لم يفز مرشحه عصفورة المرشح اليميني»، في مواجهة منافسه «نصر الله» الإعلامي وهو من أصول لبنانية.
وكتب «ترامب»، على منصته «تروث سوشيال»:«إذا لم يفز، فلن تُنفق الولايات المتحدة أموالًا طائلة على شيء سيء»، مُكررًا أسلوبه الذي استخدمه سابقًا في الأرجنتين لدعم حليفه خافيير ميلي.
وفي ختام هذا المشهد الانتخابي المُثير، يبقى التساؤل الأكبر حول قدرة الحكومة المُقبلة على تجاوز الانقسامات السياسية، بعد أن حسم «عصفورة» السباق الرئاسي بدعم «ترامب»، وسط رفض «نصر الله» للنتائج واستمرار الجدل حول نزاهتها.