العراق

السوداني: تنوع العراق الاجتماعي مكّنه من تجاوز أخطر التحديات

الأربعاء 24 ديسمبر 2025 - 10:11 م
مصطفى سيد
الأمصار

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن العراق تمكن من تجاوز أكبر وأخطر التحديات التي واجهته خلال العقود الماضية، مستندًا إلى تنوعه الاجتماعي والديني والقومي، الذي شكّل عنصر قوة وتماسك للمجتمع العراقي، وليس عامل انقسام كما حاولت بعض الأزمات فرضه.


جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس الوزراء العراقي، مساء اليوم الأربعاء، أثناء مشاركته في احتفالية أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، التي أُقيمت في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في العاصمة بغداد، بحضور عدد من رجال الدين المسيحيين وشخصيات رسمية واجتماعية، وتابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع).


واستهل السوداني كلمته بتقديم التهاني إلى الشعب العراقي عمومًا، وإلى المواطنين المسيحيين خصوصًا، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، قائلًا: “نهنئ العراقيين جميعًا، وأبناء شعبنا من المسيحيين، بحلول أعياد الميلاد، ونسأل الله أن يعمّ السلام والخير على بلدنا العزيز”، مؤكدًا أن هذه المناسبات تمثل فرصة لتعزيز قيم التعايش والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.


وأشار رئيس الحكومة العراقية إلى أن العراق، رغم ما مرّ به من أزمات أمنية وسياسية واجتماعية، استطاع أن يحافظ على نسيجه الوطني بفضل تنوعه، موضحًا أن هذا التنوع يشكل ثروة وطنية حقيقية يجب الحفاظ عليها وتعزيزها. 

وقال في هذا السياق: “التنوع في بلادنا ثروة حقيقية، والعراق اجتاز أكبر التحديات بفضل تنوعه الاجتماعي والديني والقومي”.


وأضاف السوداني أن الحكومة العراقية ماضية في العمل من أجل ترسيخ الاستقرار وتعزيز السلم المجتمعي، مشددًا على أهمية مواصلة الجهود لبناء حاضر آمن ومستقبل أفضل لجميع العراقيين دون تمييز. وأكد أن ما ينعم به العراق اليوم من أمن واستقرار هو ثمرة تضحيات كبيرة، وتعاون مشترك بين مختلف مكونات الشعب العراقي.


وفي رسالة مباشرة إلى المواطنين، خاطب رئيس الوزراء العراقي أبناء الشعب قائلًا: “افتخروا بتاريخكم، فالعراق بلد الحضارات، وبلد التعايش، واليوم نعيش في نعمة الأمن والاستقرار التي يجب الحفاظ عليها”، داعيًا إلى تعزيز روح الانتماء الوطني، ونبذ كل أشكال الكراهية والتفرقة.


كما شدد السوداني على أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بحماية حقوق جميع المكونات الدينية والقومية، وفي مقدمتها المكون المسيحي العراقي، الذي يُعد جزءًا أصيلًا من تاريخ العراق وهويته الثقافية والحضارية، مؤكدًا التزام الدولة بتوفير بيئة آمنة تضمن عودة النازحين، وتعزيز الوجود المسيحي في مختلف المحافظات.


وتأتي مشاركة رئيس مجلس الوزراء العراقي في هذه المناسبة الدينية في إطار حرص الحكومة على تأكيد نهجها الداعم للتعايش السلمي، وإيصال رسالة واضحة بأن العراق ماضٍ نحو ترسيخ دولة المواطنة، التي تقوم على احترام التنوع، وصون الكرامة الإنسانية، وتحقيق العدالة لجميع أبنائها.