أعلنت السلطات التركية، صباح اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025، تطورات جديدة في حادث تحطم الطائرة الليبية التي كانت تقل رئيس الأركان العامة الليبي الفريق محمد علي الحداد وعددًا من مرافقيه، وذلك بعد العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت للطائرة في موقع الحادث بالعاصمة التركية أنقرة.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، خلال مؤتمر صحفي عقده في موقع تحطم الطائرة، إن فرق البحث والإنقاذ التركية تمكنت من الوصول إلى الصندوق الأسود وجهاز تسجيل قمرة القيادة، وهما عنصران محوريان في تحديد الأسباب الفنية والتقنية التي أدت إلى سقوط الطائرة. وأكد الوزير أن هذه الخطوة تمثل تقدمًا مهمًا في مسار التحقيق الجاري لكشف ملابسات الحادث بدقة وشفافية.
وأوضح وزير الداخلية التركي أن عمليات البحث استمرت بشكل متواصل منذ لحظة تلقي بلاغ سقوط الطائرة، حيث جرى حشد فرق متخصصة من الدرك والإغاثة والطوارئ، إلى جانب استخدام معدات تقنية متطورة، نظرًا لطبيعة المنطقة التي تحطم فيها الطائرة وصعوبة الوصول إلى بعض أجزائها.
وأشار يرلي كايا إلى أن جثامين الضحايا تم انتشالها بالكامل من موقع الحادث، ونُقلت إلى معهد الطب العدلي التركي لاستكمال الإجراءات القانونية والرسمية، بما يشمل أخذ عينات للتحقق من الهويات، وفقًا للمعايير المعتمدة في مثل هذه الحوادث الجوية.
وشدد على أن أنقرة تتعامل مع الواقعة بأقصى درجات المهنية والاحترام، تقديرًا لحساسية الحدث ومكانة الضحايا.
وفي ختام تصريحاته، تقدم وزير الداخلية التركي بخالص التعازي إلى الدولة الليبية وإلى أسر الضحايا، مؤكدًا تضامن الجمهورية التركية حكومةً وشعبًا مع الشعب الليبي في هذا الظرف الإنساني المؤلم، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية.

وفي سياق متصل، أعلن وزير العدل التركي يلماز طونتش أن النيابة العامة في أنقرة باشرت تحقيقًا عاجلًا فور تأكيد نبأ تحطم الطائرة، مشيرًا إلى أن التحقيق يشمل مراجعة جميع الجوانب الفنية والتشغيلية، بما في ذلك الحالة الفنية للطائرة، والظروف الجوية، وسجلات الطيران، إضافة إلى تحليل بيانات الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت.
وأكد وزير العدل التركي أن التحقيق سيتم بالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة، ومع الجانب الليبي، لضمان الوصول إلى نتائج دقيقة وموثوقة، لافتًا إلى أن نتائج التحليل الفني ستُعلن للرأي العام فور الانتهاء منها، التزامًا بمبدأ الشفافية.
وكان وزير الداخلية التركي قد أعلن في وقت سابق نجاح فرق البحث في الوصول إلى حطام الطائرة بعد عمليات تمشيط موسعة، استمرت لساعات طويلة، وشاركت فيها وحدات متخصصة نظرًا لأهمية الحادث وحساسيته السياسية والعسكرية.
ويحظى هذا الحادث باهتمام واسع، نظرًا للمكانة العسكرية الرفيعة التي يشغلها رئيس الأركان العامة الليبي، وما قد يترتب على نتائج التحقيق من أبعاد أمنية وسياسية. ومن المنتظر أن تصدر السلطات التركية، بالتعاون مع السلطات الليبية، بيانًا مشتركًا خلال الفترة المقبلة للإعلان عن نتائج التحقيق النهائية، وكشف الحقيقة كاملة حول أسباب تحطم الطائرة.