كشف وزير الداخلية التركي، اليوم، تفاصيل جديدة حول حادث تحطم الطائرة الليبية التي كانت تقل رئيس الأركان التابع للمجلس الرئاسي الليبي وعددًا من المرافقين، وذلك بعد سقوطها قرب العاصمة التركية أنقرة، في واقعة مأساوية أسفرت عن مقتل جميع ركاب الطائرة.
وقال وزير الداخلية التركي، في بيان رسمي نقلته وسائل إعلام تركية، إن السلطات تلقت إشارة استغاثة عاجلة من الطائرة الليبية قبل فقدان الاتصال بها بشكل كامل، وعلى الفور جرى حشد فرق الدرك والإغاثة والدفاع المدني التركية، إلى جانب الطواقم الطبية المختصة، للتوجه إلى موقع التحطم وبدء عمليات البحث والإنقاذ.
وأوضح الوزير أن طاقم الطائرة الليبية أبلغ قبل سقوطها بوقت قصير عن تعرضها لعطل كهربائي مفاجئ، ما تسبب في ارتباك أنظمة الطيران، قبل أن ينقطع الاتصال بشكل نهائي، وهو ما دفع السلطات التركية للتعامل مع البلاغ باعتباره حادثًا جويًا طارئًا عالي الخطورة.
وأشار وزير الداخلية التركي إلى أن أعمال البحث في موقع تحطم الطائرة الليبية لا تزال مستمرة، في ظل تضاريس صعبة وظروف ميدانية معقدة، مؤكدًا أن الفرق المشاركة تعمل وفق أعلى معايير السلامة للوصول إلى جميع الأدلة والمخلفات المرتبطة بالحادث.
وفي تطور لافت، أعلن الوزير أن فرق التحقيق التركية تمكنت من العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت الخاص بالطائرة الليبية، لافتًا إلى أنهما نُقلا إلى الجهات الفنية المختصة لبدء عمليات الفحص والتحليل الفني الدقيق، بهدف تحديد الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة.
وأضاف أن التحقيقات ستشمل تحليل تسجيلات قمرة القيادة، وبيانات الرحلة، وحالة الأنظمة الكهربائية والملاحية، مشددًا على أن النتائج ستُعلن للرأي العام فور الانتهاء من الفحوصات، التزامًا بالشفافية واحترامًا لحساسية الحادث.
وأكد وزير الداخلية التركي أيضًا العثور على جثامين جميع ضحايا الطائرة الليبية، حيث جرى نقلها إلى الجهات الطبية المختصة، وتم أخذ عينات بيولوجية للتحقق من هويات الضحايا رسميًا، تمهيدًا لاستكمال الإجراءات القانونية وتسليم الجثامين عبر القنوات الدبلوماسية المعتمدة.
وفي إطار التعاون الثنائي، كشف الوزير عن وصول فريق ليبي رسمي إلى العاصمة التركية أنقرة، للمشاركة في التحقيقات الجارية، بالتنسيق الكامل مع السلطات التركية المختصة، لضمان سير التحقيق وفق المعايير الدولية المعتمدة في حوادث الطيران المدني والعسكري.
وشدد المسؤول التركي على أن بلاده تولي الحادث أهمية قصوى، نظرًا لأن الضحايا يتبعون المؤسسة العسكرية الليبية، ولما يتمتع به رئيس الأركان الليبي من مكانة رسمية رفيعة، مؤكدًا أن أنقرة ستواصل التعاون الكامل مع الجانب الليبي حتى كشف جميع ملابسات الحادث.
ويأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه ليبيا حالة من التوترات السياسية والأمنية، ما زاد من حجم التساؤلات حول ظروف الرحلة وأهدافها، وسط ترقب واسع لنتائج التحقيقات التركية الليبية المشتركة، التي يُنتظر أن تحسم الجدل بشأن أسباب سقوط الطائرة، وما إذا كان الحادث ناتجًا عن خلل فني بحت أو عوامل أخرى.
وأكدت وزارة الداخلية التركية في ختام بيانها أن سلامة الطيران والتحقيق المهني المستقل سيظلان أولوية قصوى، وأن أي معلومات مؤكدة سيتم الإعلان عنها رسميًا فور الانتهاء من التحقيقات.