جيران العرب

ريابكوف: مباحثات روسية-أمريكية معمقة دون تحقيق تقدم ملموس

الأربعاء 24 ديسمبر 2025 - 09:23 ص
هايدي سيد
الأمصار

كشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن إجراء جولة جديدة من المباحثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، واصفًا إياها بأنها كانت «جدّية، مهمة، ومعمقة»، وتركزت حول عدد من القضايا الخلافية الأساسية التي تشكل محور التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين. 

وأكد المسؤول في وزارة الخارجية الروسية أن هذه الجولة من المحادثات لم تحقق حتى الآن التقدم المرجو، رغم الطابع المهني والجاد الذي ساد النقاشات بين الجانبين.


وأوضح ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن المباحثات عُقدت في إطار سعي موسكو وواشنطن إلى الحفاظ على قنوات الحوار الدبلوماسي مفتوحة، في ظل تعقيدات المشهد الدولي وتراكم الخلافات السياسية والأمنية.

 وأضاف أن الطرفين تبادلا وجهات النظر بشكل مباشر وصريح، إلا أن التباين في المواقف لا يزال قائمًا، الأمر الذي حال دون التوصل إلى تفاهمات ملموسة أو اتفاقات عملية في المرحلة الراهنة.


وأشار المسؤول الروسي إلى أن بلاده لا تستبعد إمكانية تحقيق تقدم في المستقبل، شريطة بذل جهود إضافية من الطرفين، وتوفر إرادة سياسية حقيقية للتعامل مع جذور الخلافات، وليس الاكتفاء بإدارتها. ولفت إلى أن جولة جديدة من المباحثات الروسية-الأمريكية قد تُعقد مطلع الربيع المقبل، في حال تم التوافق على جدول أعمال واضح يعكس أولويات الطرفين ومستوى التحديات المطروحة.
وأكد ريابكوف أن روسيا الاتحادية ما زالت تعتبر الحوار الدبلوماسي أداة أساسية لتجنب مزيد من التصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها في الوقت ذاته تتمسك بمواقفها ومصالحها الاستراتيجية، وتنتظر من الجانب الأمريكي خطوات متوازنة تأخذ في الاعتبار مبدأ المصالح المتبادلة والاحترام المتكافئ.
وعلى صعيد متصل، صرح كيريل دميترييف، المبعوث الرئاسي الروسي، بأن المفاوضات التي أجراها مؤخرًا مع المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف، إلى جانب جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي، في مدينة ميامي الأمريكية، «سارت على ما يرام»، واصفًا إياها بأنها كانت بنّاءة من حيث الأجواء والمضمون، رغم حساسية الملفات التي جرى بحثها.


وأوضح دميترييف، المبعوث الرئاسي الروسي، أن اللقاءات شهدت نقاشات عملية تناولت آفاق تحسين التواصل بين موسكو وواشنطن، إضافة إلى استكشاف فرص محتملة لتخفيف حدة التوتر القائم بين البلدين.

 وأشار إلى أن هذه المباحثات جرت في ظل محاولات من بعض الأطراف، التي وصفها بـ«دعاة الحرب»، لعرقلة أي تقارب أو تقدم في المسار التفاوضي، إلا أن المشاركين حرصوا على مواصلة الحوار.


وأضاف أن روسيا ترى أن الحلول الدبلوماسية تبقى الخيار الأكثر واقعية لمعالجة الخلافات المعقدة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل التحديات الدولية المتشابكة، مؤكدًا أن استمرار التواصل، حتى في غياب نتائج فورية، يُعد خطوة ضرورية لمنع انزلاق العلاقات إلى مستويات أكثر توترًا.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية-الأمريكية واحدة من أكثر مراحلها توترًا خلال السنوات الأخيرة، على خلفية ملفات سياسية وأمنية متعددة، ما يجعل أي تحرك تفاوضي محل اهتمام واسع من قبل الأوساط الدبلوماسية والإعلامية الدولية. ورغم عدم تحقيق اختراق واضح حتى الآن، تعكس المواقف المعلنة رغبة حذرة لدى الطرفين في إبقاء باب الحوار مفتوحًا، انتظارًا لفرص قد تتيح إحراز تقدم في الجولات المقبلة.