فيديو الأمصار

بالإنفوجرافيك| رحلة الإخوان في 2025.. هل تنتهي المسيرة بـ2026؟ 

السبت 27 ديسمبر 2025 - 09:53 ص
مصطفى سيد
الأمصار

شكّل عام 2025 محطة فارقة في مسار جماعة الإخوان، حيث تراكمت الأزمات التنظيمية والسياسية والأمنية بشكل غير مسبوق، ما دفع مراقبين إلى اعتباره عامًا مفصليًا قد يؤرخ لبداية مرحلة الأفول النهائي لتنظيم امتد عمره لما يقارب القرن.

 فقد تزامنت الضربات الداخلية مع تضييق خارجي متصاعد، في وقت بدت فيه الجماعة عاجزة عن توحيد خطابها أو احتواء صراعاتها الداخلية.


وخلال العام، واصلت الجماعة تسجيل إخفاقات متتالية في مصر، حيث فشلت في حشد أي مظاهرات مؤثرة خلال ذكرى 25 يناير، رغم حملات تحريض مكثفة عبر منصات إعلامية محسوبة عليها في الخارج.

 وفي يناير 2025، أعلنت وزارة الداخلية المصرية تفكيك كيانات إعلامية وتجارية مرتبطة بالجماعة، قالت إنها كانت تُستخدم كواجهات لتمويل أنشطة تنظيمية، بقيمة سوقية تجاوزت 2.4 مليار جنيه مصري، في ضربة وُصفت بأنها من الأشد منذ سنوات.


وفي محاولة لتعويض هذا الفشل، لجأت الجماعة إلى استدعاء عناصر متطرفة ذات خلفيات قتالية، إلا أن تلك المحاولات لم تلقَ تجاوبًا داخليًا، بل انتهت بتوقيف بعض هذه العناصر خارج مصر، ما عمّق من عزلة التنظيم وأفقده القدرة على التأثير الميداني.


على الصعيد السياسي، حاولت الجماعة المناورة عبر إرسال إشارات تهدئة إقليمية، من بينها توجيه تهنئة رسمية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع عقب توليه السلطة، غير أن دمشق تجاهلت الخطوة، واستمرت في منع نشاط فرع الإخوان داخل سوريا، ما عكس محدودية قدرة الجماعة على اختراق المشهد الإقليمي.


داخليًا، تصاعدت حدة الصراع داخل التنظيم الدولي للإخوان، لا سيما بين جبهة لندن بقيادة صلاح عبد الحق، وجبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالفساد وسوء الإدارة، وسط خلافات حول الشرعية والسيطرة على مؤسسات التنظيم في أوروبا. ورغم محاولات الاحتواء، فإن الانقسام ظل قائمًا دون حلول جذرية.
وتجلّى التناقض الأيديولوجي في مواقف الجبهتين، إذ تبنّت جبهة إسطنبول خطابًا أكثر تشددًا، شمل إطلاق مشروع تنظيمي لإعادة تأطير الشباب، في حين سعت جبهة لندن إلى تقديم خطاب مرن نسبيًا تجاه بعض القضايا الإقليمية، في محاولة لكسب شرعية سياسية مفقودة.
وبلغ الارتباك ذروته مع عودة الحديث عن العنف، بعد نشر حركة «حسم»، المنبثقة عن الإخوان، تسجيلات تُظهر تدريبات عسكرية وتهديدات صريحة باستهداف مؤسسات أمنية في مصر، ما أعاد الجماعة إلى مربع الاتهام بالإرهاب، وأثار موجة إدانات رسمية وشعبية.
خارجيًا، شهد عام 2025 تصعيدًا غير مسبوق في الولايات المتحدة، حيث أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجيهًا بدراسة تصنيف فروع من جماعة الإخوان كمنظمات إرهابية، تبعه تحرك تشريعي في الكونغرس، إضافة إلى قرارات مماثلة في ولايات أمريكية عدة، من بينها تكساس وفلوريدا.
وردّت الجماعة بمحاولات قانونية وإعلامية لاحتواء الضغوط، غير أن المشهد العام عكس تراجع قدرتها على المناورة، في ظل تضييق مالي وقانوني متزايد، وتآكل شبكات الدعم التقليدية في الغرب.
ويُظهر حصاد عام 2025 صورة تنظيم يعاني من الانقسام، وتضارب الخطاب، وفقدان التأثير، في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية لتجفيف منابعه السياسية والمالية، ما يعزز فرضية دخول جماعة الإخوان مرحلة النهاية التدريجية، بعد عقود من الصعود والجدل.