أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم أن جرينلاند "ملك لشعبها" وأن الدنمارك هي الضامن لذلك، وذلك في رد واضح على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة حول رغبة بلاده في ضم الجزيرة.
وأشار ماكرون في منشور على منصة "إكس" إلى أن زيارته لعاصمة جرينلاند "نوك" في يونيو الماضي كانت فرصة لتأكيد دعم فرنسا لسيادة الدنمارك وجرينلاند ووحدة أراضيهما، معتبراً أن الدنمارك هي الضامن لحقوق الشعب المحلي، ومشدداً على تضامنه مع الموقف الأوروبي بشأن هذا الملف.
يأتي تصريح ماكرون بعد سلسلة تصريحات من ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، حيث أعرب عن رغبة الولايات المتحدة في ضم الجزيرة الواقعة في الدائرة القطبية الشمالية، مؤكداً أهميتها الاستراتيجية والأمنية.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أعلن ترامب يوم الأحد عن تعيين حاكم ولاية لويزيانا الجمهوري جيف لاندري موفداً خاصاً إلى جرينلاند، ما دفع السلطات الدنماركية إلى استدعاء السفير الأمريكي في كوبنهاجن.
جدد ترامب موقفه من الإقليم في مؤتمر صحفي عقده في بالم بيتش بولاية فلوريدا، مؤكداً أن الولايات المتحدة بحاجة إلى جرينلاند لأسباب تتعلق بالأمن القومي وليس فقط لمواردها المعدنية. وأوضح أن وجود السفن الروسية والصينية على امتداد سواحل الجزيرة يجعل من السيطرة عليها أمراً ضرورياً بالنسبة لأمن بلاده، في حين شدد ماكرون على أن السيادة على جرينلاند تعود لشعبها وأن الدنمارك هي الضامن لهذه السيادة، مؤكداً تضامنه الكامل مع موقف الأوروبيين.
«ترامب» يُصعّد ضد «بايدن» ويُعلن وقف «الخسائر الأمريكية» بأوكرانيا
عاد «ملف أوكرانيا» ليُشعل السجال السياسي داخل «الولايات المتحدة»، مع تصاعد الانتقادات المُوجّهة للسياسات السابقة، في وقت تتحدث فيه الإدارة الحالية عن تغيير المسار ووضع حد لنزيف الموارد الأمريكية.
وفي هذا الصدد، شن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، هجومًا حادًا على سلفه «جو بايدن»، واصفًا إياه بـ «الأحمق» بسبب الإسراف في الإنفاق على أوكرانيا، مُؤكّدًا أن إدارته أوقفت «خسارة الأموال» في هذا الملف.
قال «ترامب»، في تصريحات من مقر إقامته في مار-أ-لاغو بولاية فلوريدا: «نحن لا نخسر الأموال كما كان الحال مع بايدن. لقد كان ينفق الأموال كالأحمق. كان أحمق».
وتابع الرئيس ترامب، أن الولايات المتحدة لم تعد «تخسر أموالًا» في النزاع الأوكراني، مُبررًا ذلك بآلية جديدة تقوم على «بيع الأسلحة لحلف الناتو»، والتي تُنقل جزئيًا بعد ذلك إلى كييف.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة «بوليتيكو»، بأن واشنطن أكّدت خلال اجتماع وزراء مالية «مجموعة السبع» نيتها تقليص تمويل أوكرانيا بعد صرف الدفعة الأخيرة من قرض المجموعة المُتفق عليه مع الإدارة الأمريكية السابقة.
مع احتدام النقاش داخل «الولايات المتحدة» حول أولويات الإنفاق العام، تتزايد الأصوات المطالِبة بإعادة توجيه البوصلة نحو الداخل، بعيدًا عن الالتزامات الخارجية المُتزايدة.
وفي هذا الصدد، أكّد نائب الرئيس الأمريكي، «جي دي فانس»، اليوم الإثنين، أن واشنطن تضع مساعدة كبار السن الأمريكيين المتقاعدين في مرتبة أعلى من الدعم المالي المُقدّم لأوكرانيا.
قال «فانس»، خلال خطاب ألقاه في فعالية للمنظمة المحافظة «تورنينغ بوينت يو إس إيه»: «نحن نُساعد كبار السن الأمريكيين المتقاعدين، بما في ذلك إلغاء الضرائب على مدفوعات الضمان الاجتماعي، لأننا نعتبر تكريم الأب والأم أمرا مُهمًا، وليس إرسال كل أموالهم إلى أوكرانيا».
جاءت تصريحات «جي دي فانس» في وقت أعلنت فيه الإدارة الأمريكية عن تطوير «خطة للتسوية الأوكرانية»، وأكّد الكرملين الروسي، أن موسكو تُحافظ على انفتاحها على التفاوض وتظلّ مُنخرطة في منصة المناقشات.