ندد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، بالحملات الموجهة ضد بلاده، معتبرًا أنها تتجاهل الظروف الداخلية للقضايا التي تتناولها، ووصفها بأنها عديمة الجدوى والنتائج.
وقال قرقاش، في منشور على حسابه بمنصة «إكس»، إن الإمارات ليست الطرف الذي يفرض رغبة السودانيين في السلام والحكم المدني، مشددًا على أن هذه المطالب نابعة من إرادة الشعب السوداني نفسه.
وأضاف أن الدعوة إلى حق تقرير المصير في جنوب اليمن لا تمثل موقفًا إماراتيًا، بل تعكس إرادة أبناء المنطقة.
وأكد أن دولة الإمارات لا تسعى إلى زعامة أو نفوذ، بل تعمل بالتعاون مع شركائها من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، ومواجهة مظاهر التطرف.
وكان قرقاش قد دعا، الأسبوع الماضي، إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، مؤكدًا أن أعمال القتل على أساس عرقي في البلاد تُعد جرائم جسيمة تستوجب المساءلة وتحقيق العدالة.
كشفت وكالة رويترز البريطانية، في تقرير نشرته مساء الإثنين، عن دور محوري لما وصفته بـ«مهبط طائرات في مدينة الكفرة الليبية» في تطورات الصراع بالسودان، مشيرة إلى أن هذا المهبط أسهم بشكل مباشر في تمكين قوات الدعم السريع السودانية من السيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، بعد حصار استمر لأكثر من عام ونصف.
ووفقًا للتقرير، فإن مهبط الطائرات الواقع في مدينة الكفرة شرق ليبيا استخدم كنقطة لوجستية رئيسية لإيصال إمدادات عسكرية إلى قوات الدعم السريع، في وقت كانت فيه مدينة الفاشر تعيش أوضاعًا إنسانية وأمنية معقدة نتيجة الحصار والاشتباكات المستمرة.
إمدادات عسكرية عبر الأراضي الليبية
وأوضحت رويترز أن تحقيقاتها، التي استندت إلى تتبع حركة الطيران وصور أقمار صناعية ومصادر ميدانية، رصدت ما لا يقل عن 105 عمليات هبوط لطائرات شحن في مهبط الكفرة خلال فترة زمنية محددة، جرى خلالها تفريغ شحنات وصفتها الوكالة بأنها «ذات طبيعة عسكرية» وموجهة إلى قوات الدعم السريع السودانية.
وأضاف التقرير أن هذه العمليات لم تقتصر على نقل العتاد فقط، بل شملت أيضًا تحركات لمركبات ومقاتلين تابعين للدعم السريع، جرى رصدهم أثناء تنقلهم بين مدينة الكفرة الليبية ومناطق داخل إقليم دارفور السوداني، ما يعزز بحسب رويترز فرضية وجود خط إمداد بري وجوي نشط عبر الحدود الليبية السودانية.
وأكدت الوكالة أن ممر الكفرة دارفور شكّل نقطة محورية في منظومة الإسناد اللوجستي لقوات الدعم السريع، خاصة في ظل صعوبة وصول الإمدادات إلى الفاشر عبر مسارات أخرى نتيجة العمليات العسكرية الواسعة في غرب السودان.
وتُعد مدينة الفاشر السودانية واحدة من أهم المراكز الحضرية في إقليم دارفور، وقد ظلت لفترة طويلة خارج سيطرة قوات الدعم السريع، رغم تمكنها من بسط نفوذها على عدد من مدن الإقليم.
إلا أن استمرار الحصار، إلى جانب تدفق الإمدادات العسكرية، أسهما بحسب التقرير في تغيير ميزان القوى على الأرض، ما أدى في النهاية إلى سقوط المدينة.