حذّرت روسيا الاتحادية وجمهورية فنزويلا البوليفارية من التداعيات المحتملة لما وصفتاه بالخطوات الأمريكية التصعيدية في منطقة البحر الكاريبي، معربتين عن قلق بالغ إزاء انعكاساتها على أمن المنطقة واستقرار حركة الملاحة البحرية الدولية.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان رسمي أوردته وكالة الأنباء الروسية «تاس»، أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل بينتو، تناولت التطورات الأخيرة في البحر الكاريبي، خاصة ما اعتبره الجانبان تكثيفًا للإجراءات الأمريكية ذات الطابع العسكري والأمني في المنطقة.
وأوضح البيان أن الوزيرين ناقشا التداعيات الاستراتيجية لهذه الخطوات، محذرين من أن استمرارها قد يؤدي إلى عواقب بعيدة المدى، ليس فقط على الدول المطلة على البحر الكاريبي، بل على النظام الملاحي الدولي ككل، نظرًا لأهمية هذه المنطقة كممر بحري حيوي للتجارة العالمية ونقل الطاقة.
وأكد وزير الخارجية الروسي خلال المحادثات أن بلاده ترى في التصعيد الأمريكي عاملًا يهدد التوازن الإقليمي، مشددًا على أن عسكرة المناطق البحرية الحساسة تسهم في زيادة التوترات بدلًا من تحقيق الأمن والاستقرار.
وأضاف أن موسكو تدعو إلى احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلى رأسها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الفنزويلي عن مخاوف بلاده من أن تؤدي التحركات الأمريكية في محيط البحر الكاريبي إلى زعزعة الأمن الإقليمي، محذرًا من أن أي تصعيد إضافي قد ينعكس سلبًا على دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، ويقوض جهود التعاون الإقليمي القائمة على الحوار والتفاهم المشترك.
وأشار البيان الروسي إلى أن الجانب الروسي جدّد دعمه الواسع وتضامنه مع شعب وحكومة فنزويلا في مواجهة ما وصفه بالضغوط الخارجية، مؤكدًا موقف موسكو الداعم لحق فنزويلا في حماية سيادتها وأمنها القومي بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تعكس تصاعد القلق لدى موسكو وكاراكاس من تنامي الدور العسكري الأمريكي في المنطقة، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية حالة من الاستقطاب الحاد.
كما يشير محللون إلى أن البحر الكاريبي بات يمثل إحدى ساحات التنافس الجيوسياسي، خاصة مع تزايد أهمية الممرات البحرية في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية.
وتأتي هذه التحذيرات في سياق أوسع من التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة أخرى، على خلفية ملفات متعددة تشمل العقوبات الاقتصادية والتحالفات العسكرية والنفوذ السياسي في مناطق مختلفة من العالم.
وفي ضوء هذه التطورات، شدد الجانبان الروسي والفنزويلي على أهمية اعتماد الحلول الدبلوماسية والحوار المتعدد الأطراف كسبيل وحيد للحفاظ على أمن البحر الكاريبي وضمان حرية الملاحة الدولية، بعيدًا عن السياسات التصعيدية التي قد تؤدي إلى عدم استقرار طويل الأمد في المنطقة.