شنّ سلاح الجو التابع للجيش السوداني، الاثنين 22 ديسمبر 2025، غارات على مواقع لقوات الدعم السريع في منطقة برنو بولاية جنوب كردفان، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر القوة المستهدفة، وفق مصادر عسكرية.
وقالت المصادر إن الطيران الحربي استهدف مواقع للدعم السريع قرب كادوقلي، في وقت كانت فيه القوات قد كثفت السبت قصفها وحصارها لمدينة كادوقلي، الأمر الذي دفع منظمات دولية وإنسانية إلى إجلاء موظفيها بشكل عاجل.
وذكر مصدر ميداني أن الإقليم يشهد تغيراً واسعاً في خريطة السيطرة، مع توسع انتشار قوات الدعم السريع في معظم مناطق كردفان وتشديدها الحصار على مدن ذات أهمية استراتيجية، في مؤشر إلى مرحلة متقدمة من إعادة ترتيب الميدان.
وأضاف أن المفاوضات المحلية باتت مطروحة لتجنب مواجهات مباشرة، مشيراً إلى احتمال حدوث تطورات حاسمة خلال الأيام المقبلة مع تضييق الخناق على مواقع الجيش المحاصرة، وسط توقعات بانسحابات دون قتال. وأكد أن قوات الدعم السريع باتت تسيطر على معظم الإقليم.
وأوضح المصدر أن القوات، بعد سيطرتها على بابنوسة وهجليج، انتشرت في مناطق واسعة حتى مشارف أم درمان، حيث تتمركز حالياً في المناطق الشمالية القريبة من المدينة.
وأشار إلى أن مدينة الأبيض تخضع لحصار من ثلاثة اتجاهات، بينما تواجه كادوقلي والدلنج حصاراً كاملاً، لافتاً إلى أن كادوقلي تضم الفرقة الرابعة عشرة التابعة للجيش. ووفق مصادر ميدانية، سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة برنو التابعة لكادوقلي، ثم على مدينة أم عروق المجاورة.
ميدانياً، تواصلت عمليات إجلاء موظفي المنظمات الإنسانية والأممية من كادوقلي، التي تتعرض لحصار مشدد وقصف بالمدفعية والطائرات المسيّرة من قوات الدعم السريع بالتنسيق مع قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – تيار عبد العزيز الحلو.
وقالت مصادر محلية إن المنظمات نقلت موظفيها إلى خارج المدينة بعد تهديدات باجتياحها، فيما تزايدت حركة نزوح المدنيين نحو مناطق مختلفة، خصوصاً باتجاه مناطق سيطرة الحركة الشعبية في كاودا.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في أبيي «يونيسيفا» الجمعة إخلاء قاعدتها اللوجيستية في كادوقلي عقب هجوم جوي نفذته قوات الدعم السريع على مقرها، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر البعثة.
وقتل ستة من قوات حفظ السلام البنغلاديشية وأصيب ثمانية آخرون في هجوم بطائرات مسيّرة استهدف مقر البعثة في 13 ديسمبر.
وتخضع كادوقلي لحصار مستمر منذ الأشهر الأولى للحرب، وتعرضت خلاله لهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيّرة. وسيطرت قوات الدعم السريع الخميس على بلدة برنو الواقعة على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من المدينة، وحشدت قوات كبيرة حولها، وسط توقعات باندلاع مواجهات مع قوات الجيش المتمركزة في الفرقة الرابعة عشرة مشاة.