تتصاعد الاحتجاجات في القدس المحتلة أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما يواجه قطاع غزة أوضاعًا إنسانية صعبة، مع استمرار القصف الإسرائيلي، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط احتفالات ميلادية محدودة وبعيدة عن مظاهر البهجة المعتادة.
أطلق تجمع أهالي القتلى الإسرائيليين في أحداث السابع من أكتوبر على نفسه اسم "منتدى العائلات الثكلى"، وأعلن عن تنظيم فعالية بعنوان "أسبوع الغضب" تستمر أسبوعًا في القدس المحتلة والمناطق التي يتواجد فيها رئيس الوزراء ووزراء الحكومة.

صبيحة اليوم، شهدت المدينة تظاهرات لعشرات من العوائل، تضمنت الجنود والمستوطنين في مستوطنات غلاف غزة، وتزامنت التظاهرات مع جلسة الحكومة الأسبوعية الإسرائيلية، التي ترأسها نتنياهو لترشيح الوزير المكلف بتشكيل اللجنة غير الرسمية للتحقيق في أحداث السابع من أكتوبر.
وصفت العائلات اللجنة بأنها سياسية وحكومية، وطالبت بوجود لجنة مستقلة، محملة الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن إخفاقاتها، ومن المتوقع أن تستمر التظاهرات حتى الأربعاء، موعد جلسة الكنيست للمصادقة على مشروع القانون في القراءة الأولى.

أبدت المعارضة الإسرائيلية غضبًا واسعًا، وحذر عدد من وزراء المعارضة من سيطرة حزب الليكود بقيادة نتنياهو على اللجنة، خشية إخفاء بعض الحقائق، ويأتي ذلك تزامنًا مع حركة الاحتجاجات التي يقودها أهالي القتلى، ما يعكس استمرار حالة التوتر السياسي في إسرائيل منذ أحداث السابع من أكتوبر.
أفادت مصادر صحفية باستشهاد فلسطينيين في حي الشجاعية الشرقي وحي التفاح شرق مدينة غزة، مع شن طائرات الاحتلال ثلاث غارات على شرق خان يونس، وأعلنت السلطات الصحية عن استشهاد 12 فلسطينيًا خلال 48 ساعة، وسقوط 7 مصابين.
بمشاركة الآليات العسكرية والطائرات المروحية، تستمر إسرائيل في استهداف المناطق الشرقية والشريط الساحلي للقطاع، بينما تقوم الزوارق الحربية بإطلاق نيرانها على مراكب الصيادين قبالة السواحل.

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تدهور خطير في الأرصدة الدوائية بالمستشفيات، بنسبة نقص بلغت 52% في الأدوية و71% في المستهلكات الطبية، ويأتي ذلك في ظل استمرار النزاع وتأثيره على حياة المدنيين.
يحل عيد الميلاد هذا العام في غزة بلا أضواء ولا مظاهر احتفالات، للعام الثالث على التوالي، مع استمرار آثار الحرب والنزوح، وفي كنيسة العائلة المقدسة، اقتصرت الاحتفالات على الطقوس الدينية والتراتيل داخل أسوار الكنيسة، مع تزيين متواضع لشجرة الميلاد.
المسيحيون الفلسطينيون يجتمعون لإقامة القداس، محاولين التمسك بالحياة وسط الظروف الإنسانية الصعبة، فيما ظل الأطفال يلعبون في باحة الكنيسة، معبرين عن صمود الشعب الفلسطيني رغم كل التحديات.