يعكس تعثر الوساطات الأهلية في شمال دارفور في السودان، حجم التوتر الذي يرافق النزاعات المتكررة بين المزارعين والرعاة في الإقليم، حيث قالت ثلاثة مصادر متطابقة في مدينة مليط، الاثنين، إن محاولات محلية لاحتواء اشتباكات قبلية اندلعت الأسبوع الماضي بين مزارعين ورعاة في بلدة الصياح شرق مليط لم تحقق تقدماً، بعد مقتل أربعة أشخاص من الطرفين إثر دخول إبل إلى مزارع في المنطقة.
ووفقاً للمصادر، بدأت الأحداث عندما أدخل عدد من أصحاب الإبل مواشيهم إلى مزارع يُعتقد أن ملاكها من مكوّن الميدوب، ما أدى إلى خلافات تحولت إلى مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل اثنين من المزارعين واثنين من الرعاة.
وقال شاهد من مليط إن قوة من قوات الدعم السريع تدخلت وتمكنت من وقف إطلاق النار، مضيفاً أن الرعاة طالبوا بالقبض على المتورطين في مقتل أحد أفرادهم، عثمان الغالي، وقاموا بحشد كبير، ما دفع الإدارة الأهلية للتدخل في محاولة لتهدئة الموقف.
وأوضح الشاهد أن مجموعات مسلحة وصلت إلى مليط، بينما نفذ الطرف الآخر حشداً مضاداً في بلدة الصياح، مشيراً إلى أن جهود الإدارة الأهلية تعثرت بسبب تمسك الجانبين بمواقفهما.
وقال أحد القيادات الأهلية في شمال دارفور إن وساطات محلية نجحت مؤقتاً في إيقاف الحشود وفتح قنوات تواصل مع الطرفين، لكنها لم تصل إلى اتفاق نهائي بسبب إصرار ذوي أحد القتلى على توقيف الجناة. وأضاف أن مخاوف السكان من تجدد القتال ما زالت قائمة، فيما تواصل الإدارة الأهلية وقوات الدعم السريع العمل لمنع عودة المواجهات.
ويتكرر النزاع بين المزارعين والرعاة سنوياً في ولايات دارفور بسبب ما يُعرف بالطلقة المبكرة، وهي الفترة التي تلي انتهاء الحصاد وترك مخلفات المزارع للرعي، بينما يؤدي استعجال بعض الرعاة في إدخال مواشيهم قبل اكتمال الحصاد إلى مواجهات دامية في مناطق واسعة من الإقليم.
وفي سياق منفصل، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة إحاطة عن السودان ضمن جدول اعماله، ويخاطب رئيس الوزراء دكتور كامل ادريس جلسة اليوم، عن الوضع في السودان.
وكان رئيس الوزراء قد وصل الى مطار جون كنيدي الدولي بنيويورك يرافقه مستشاريه د. حسين الحفيان ونزار عبد الله والسفير بدر الدين الجعيفري للمشاركة في اجتماعات مهمة بالامم المتحدة تتعلق بالشأن الإنساني وملف السلام في البلاد، وكان في مقدمة مستقبليه كل من السفير الحارث إدريس، المندوب الدائم في نيويورك، والسفير محمد عبد الله ادريس ، سفير السودان لدى واشنطون واعضاء البعثة.
وفور وصوله عقد معاليه اجتماعات مطولة مع البعثة بشأن المشاركة في جلسة مجلس الأمن المهمة التي سيخاطبها معاليه اليوم الاثنين 22ديسمبر 2025م.