نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية إسرائيلية تقييمًا حذرًا للتطورات الميدانية في قطاع غزة، مؤكدة أن الصمت النسبي الذي تتبعه حركة حماس عقب اغتيال القيادي رائد سعد لا ينبغي تفسيره كإشارة تهدئة أو تراجع، بل كجزء من تكتيك محسوب ينتظر ما وصفته بـ«الثغرة المناسبة» لتنفيذ هجوم نوعي ضد قوات الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر أن تقديرات المؤسسة الأمنية تشير إلى أن حماس تراقب تحركات الجيش عن كثب، وتسعى لاستهداف منطقة قريبة من تمركز القوات أو نصب كمين محكم، مستفيدة من حالة الانتظار المتبادل التي تسود المشهد الميداني. وأضافت أن الحركة تدرك جاهزية الجيش للرد بقوة، ما يدفعها إلى التريث في الوقت الراهن، مع الاحتفاظ بخيارات التصعيد عند توافر الظروف المناسبة.
وفي السياق ذاته، حذّرت المصادر من أن استمرار حالة الجمود دون حسم ميداني ينعكس سلبًا على سلوك الجيش الإسرائيلي ويحدّ من حضوره وفاعليته داخل ما وصفته بـ«أراضي العدو»، لافتة إلى أن طول أمد العمليات دون نتائج واضحة قد يفرض تحديات عملياتية ومعنوية.
كما أشارت المصادر إلى أن ما يجري في أحياء غزة لا يبقى محصورًا في الميدان، بل يتم توثيقه بشكل مكثف، وتصل انعكاساته إلى دوائر القرار في واشنطن والدوحة، عبر مواد توثيقية قاسية قد تثير انتقادات سياسية وإعلامية، وتضع الإدارة الأمريكية، بما في ذلك الرئيس دونالد ترمب، أمام ضغوط متباينة حيال مسار الأحداث.
