في ظل استمرار الحرب بأوكرانيا، حذّر رئيس الوزراء المجري، «فيكتور أوربان»، من أن الصراع المُستمر يعود بالنفع على فئات مُحدّدة مثل «السياسيين وتُجّار الأسلحة»، ما يُثير تساؤلات حول دوافع استمرار الأزمة.
كتب «أوربان»، عبر منصة «إكس»: «من ذا يحتاج إلى هذه الحرب؟ السياسيون الذين يعتقدون أنه يُمكن هزيمة قوة نووية في ساحة المعركة، ومصنعو الأسلحة الذين يربحون من الصراعات التي لا نهاية لها، والمصرفيون الذين يُراهنون على الهزيمة العسكرية لروسيا».
أضاف رئيس وزراء المجر: «وعدت بروكسل بأن العقوبات ستسحق روسيا، لكنها بدلًا من ذلك سحقت أوروبا».
وتابع أوربان: «ارتفعت أسعار الطاقة بشكل جنوني، وانهارت القدرة التنافسية، وتخلفت أوروبا عن الركب. هذا هو ثمن القرارات الخاطئة. المفاوضات هي ما نحتاجه، وليس التصعيد».
من ناحية أخرى، وسط التكهنات حول دعم مالي أمريكي، خرج الرئيس «ترامب» ليُؤكّد أن «المجر خارج أي خطط تمويلية»، نافيًا تمامًا أي التزام بقيمة 20 (مليار دولار)، ما يضع أنظار العالم على موقف واشنطن تجاه بودابست.
وفي التفاصيل، أفاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه لم يتعهد بتوفير دعم مالي للمجر بقيمة (20 مليار دولار)، وهو ما يتناقض مع ما أعرب عنه رئيس الوزراء المجري، «فيكتور أوربان»، في تصريحات سابقة.
وقال ترامب في مقابلة مع موقع «بوليتيكو» نُشرت يوم الثلاثاء: «لا، لم أعده، لكنه طلب ذلك بالتأكيد».
وكان «أوربان» قد أخبر أعضاء وفده بعد زيارة للبيت الأبيض في منتصف نوفمبر الماضي أن المجر يُمكنها الآن الاعتماد على «درع مالي أمريكي في حالة وقوع هجوم نظري أو سياسي» من الخارج، في إشارة إلى المبالغ الكبيرة التي يحجبها الاتحاد الأوروبي عن بلاده بسبب مخاوف تتعلق بسيادة القانون، وفقًا لوسائل إعلام مجرية.
وبعد أيام، حدد أوربان المبلغ الذي كان يتطلع للحصول عليه في مقابلة مع قناة «أيه تي في» التلفزيونية المجرية.
ردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك حد أقصى، قال أوربان: «لا يُوجد حد أقصى، لكن الأمر لا يتطلب الكثير من الخيال للتوصل إليه. المبلغ الذي نحتاجه لتحقيق الاستقرار يتراوح بين (10 و20 مليار دولار أو يورو)، وهو مبلغ ليس كبيرًا من وجهة النظر الأمريكية».
وفي الشهر الماضي، منح «ترامب» الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي تمديدًا لمُدة عام واحد ليسمح لها بمواصلة استيراد «الطاقة الروسية» على الرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا.
وفي مقال «بوليتيكو»، دعا دونالد ترامب إلى فهم وضع المجر، لافتًا إلى أنها دولة حبيسة غير ساحلية لذلك لا تستطيع الحصول على واردات الطاقة بواسطة السفن.
من جهة أخرى، في مشهد سياسي يزداد تشابكًا كل يوم، تُبرز كلمات قد تُغيّر الرواية بأكملها. فبينما تتجه الأنظار نحو الجبهات المُشتعلة، يتحدث رئيس الوزراء المجري، «فيكتور أوربان»، عن نهاية تلُوحُ في الأفق لحرب أنهكت العسكر والدبلوماسية معًا.