كشف بيان مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تفاصيل الاجتماعات التي عُقدت في فلوريدا بشأن خطة السلام الأمريكية الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأشار البيان إلى أن الاجتماعات استمرت على مدار ثلاثة أيام ووصفت بأنها كانت «مثمرة وبنّاءة».
وأوضح البيان أن النقاشات تناولت الجداول الزمنية وتسلسل الخطوات المتعلقة بخطة السلام، كما تم بحث تطوير خطة من عشرين بندًا وتوحيد المواقف حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وأكد البيان التزام كييف بالسعي نحو تحقيق سلام عادل ومستدام.
وشدد البيان على أن السلام لا يجب أن يقتصر على وقف الأعمال العدائية، بل ينبغي أن يكون أساسًا متينًا لمستقبل مستقر. وأضاف البيان: «أولويتنا هي وقف القتال وضمان الأمن وتهيئة الظروف لتعافي أوكرانيا واستقرارها على المدى الطويل».
أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن روسيا ستحدد موقفها النهائي من المقترحات الغربية حول الأزمة الأوكرانية بناءً على ما سيقوم بنقله رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة والمبعوث الخاص للرئيس الروسي، كيريل دميترييف، عقب محادثاته في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أوشاكوف، في تصريح لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" اليوم الأحد، أن دميترييف سيحمل إلى موسكو بعض الإشارات التي تلقاها المسؤولون الأمريكيون من شركائهم الأوروبيين والأوكرانيين، مؤكداً أن روسيا ستدرس هذه المعلومات بعناية قبل اتخاذ أي موقف رسمي. وقال: "سنناقش كل هذه الإشارات هنا، وسنقرر ما هو مقبول بالنسبة لنا وما هو غير مقبول تماماً".
وأشار المسؤول الروسي إلى أن موسكو ستلتزم بما تم الاتفاق عليه سابقاً خلال لقاء أنكوريج والاجتماعات الأخرى مع ممثلين أمريكيين، مؤكداً أن روسيا تعتبر هذه الاتفاقيات المرجعية الأساسية في إطار جهود التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية. وأضاف: "سنلتزم تماماً بما تم الاتفاق عليه سابقاً ولن نحيد عن هذا المسار إلا بعد دراسة دقيقة لكل جديد".
كما انتقد أوشاكوف المقترحات التي قدمتها أوكرانيا والاتحاد الأوروبي ضمن مناقشات الخطة الأمريكية لتسوية الأزمة، واصفاً إياها بأنها "غير بنّاءة إلى حد كبير".
وأوضح أن التغييرات التي يسعى الأوروبيون والأوكرانيون لإدخالها على الخطة الأمريكية قد تنتهك الوثائق السابقة وتقوض إمكانية تحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة، مؤكداً أن موسكو لن تقبل أي تعديلات قد تؤثر سلباً على مصداقية الاتفاقات القائمة.
وأكد المسؤول الروسي أنه لم يطلع حتى الآن على الوثائق الأمريكية النهائية الخاصة بتسوية الأزمة بعد المناقشات مع أوروبا وكييف، مشدداً على أن تقييم موسكو سيكون مبنياً على المعلومات الرسمية التي سيقوم دميترييف بنقلها إلى السلطات الروسية. وقال: "الثقة الكاملة في دميترييف مهمة، فهو حلقة الوصل بين روسيا والجانب الأمريكي في هذا الملف الحساس، ونحن ننتظر ما سيقدمه من تفاصيل حول الموقف الغربي".
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه الأزمة الأوكرانية تصعيداً في التوترات الدولية، حيث تحرص موسكو على دراسة كل المقترحات بعناية قبل اتخاذ أي خطوات عملية على الأرض، بما يضمن حماية مصالحها الوطنية وتحقيق تسوية مستدامة بعيداً عن الضغوط الخارجية.
كما تعكس تصريحات أوشاكوف حرص روسيا على الحفاظ على موقفها الثابت والمتوازن، مع ضرورة التنسيق المستمر مع الشركاء الأوروبيين والأمريكيين لتجنب أي انزلاق محتمل في مسار الأزمة.