أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات للمساس بوحدة السودان أو سلامة أراضيه، مشدداً على أن القاهرة لن تسمح تحت أي ظرف باقتسام أو اقتلاع أي جزء من السودان الشقيق، باعتبار أن أمن واستقرار البلدين مترابطان بشكل وثيق ولا ينفصلان.
وأوضح وزير الخارجية المصري، خلال لقاء تلفزيوني مع برنامج «نيوز ميكر» المذاع عبر فضائية روسيا اليوم، أن البيان الرئاسي الصادر بشأن لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، جاء ليعكس المواقف المصرية بوضوح كامل وبصيغة لا تحتمل أي تأويل أو لبس، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها السودان.
وأشار عبد العاطي إلى أن هناك ارتباطاً مباشراً بين الأمن القومي المصري والأمن القومي السوداني، مؤكداً أن مصر تقف بشكل كامل إلى جانب الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية الشرعية، ولن تقبل أو تسمح بانهيار تلك المؤسسات أو المساس بها، لما لذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها.
وشدد وزير الخارجية المصري على أن وحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادته تمثل خطوطاً حمراء واضحة أعلنتها مصر مراراً، ولن يتم السماح بتجاوزها، موضحاً أن الحديث عن اتفاقيات الدفاع المشترك يأتي في إطار الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين، والتي تنسجم مع قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف أن الدول من حقها، وفق القانون الدولي، تقديم الدعم والمساندة للدول الأخرى بناءً على طلبها، وذلك بهدف الحفاظ على وحدة أراضيها وصون مؤسساتها الوطنية، مؤكداً أن هذا المبدأ ينطبق على العلاقات المصرية السودانية في إطار التعاون المشروع بين دولتين شقيقتين.
وفي سياق متصل، دحض عبد العاطي بشكل قاطع مزاعم قوات الدعم السريع بشأن تقديم مصر دعماً عسكرياً أو استخدام الطيران المصري في تنفيذ ضربات داخل الأراضي السودانية، واصفاً تلك الادعاءات بأنها «أكاذيب لا أساس لها من الصحة». وأوضح أن الدور المصري يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي، انطلاقاً من موقف ثابت ينحاز إلى الدولة الوطنية ويرفض أي محاولات لفرض كيانات موازية خارج إطار الشرعية.
وأكد وزير الخارجية المصري أن القاهرة تعمل بجدية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف إطلاق النار، مشيراً إلى وجود استعداد من الجانب السوداني لإنشاء ملاذات آمنة وممرات إنسانية للمدنيين الذين فروا من أعمال العنف، خاصة في مناطق مثل مدينة الفاشر التي شهدت أحداثاً مأساوية.
وأضاف أن مصر تتواصل بشكل مستمر مع أطراف الرباعية الدولية، التي تضم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف الدفع نحو هدنة إنسانية تخفف من معاناة الشعب السوداني، وتفتح الطريق أمام عملية سياسية شاملة لا تقصي أحداً، وتكون ذات ملكية سودانية خالصة دون أي تدخل خارجي.
واختتم عبد العاطي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تدعم حق الشعب السوداني في تقرير مستقبل وطنه، انطلاقاً من احترام سيادة السودان ووحدته، وحرصاً على استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق.