رفض لاجئون سودانيون في مدينة أبشي التشادية استلام مساعدات نقدية أعلنت عنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، معتبرين أن قيمتها المحدودة لا تلبي احتياجاتهم الأساسية، إذ تبلغ 1600 فرنك أفريقي أي ما يعادل نحو 10 دولارات للفرد.
شكاوى اللاجئين
اللاجئون أشاروا إلى أن المبلغ المخصص لا يغطي تكاليف المعيشة المرتفعة، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وانقطاع المساعدات منذ نوفمبر الماضي. كما يعانون من نقص حاد في مياه الشرب، واضطرار الكثيرين للنوم في العراء تحت الأشجار وسط البرد القارس.الأوضاع الإنسانية
الوضع في مخيمات اللاجئين بمدينة أبشي يعكس أزمة متفاقمة، حيث تتزايد المطالبات بتوفير دعم عاجل يشمل الغذاء والمأوى والخدمات الأساسية، بدلاً من الاكتفاء بمبالغ نقدية محدودة لا تفي بالغرض.
تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية والإغاثية لدعم الشعب السوداني، من خلال تقديم المساعدات العاجلة وتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية.
ووقّعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، اتفاقية تعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بهدف دعم إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى الشعب السوداني المتأثر بتداعيات النزاع القائم في البلاد. وبموجب الاتفاقية التي تمّ توقيعها ستقدّم الوكالة منحة بقيمة 15 مليون دولار أمريكي، تُخصّص لتنفيذ مشروع "الحماية والمساعدة للأشخاص المتأثرين بالنزاع في السودان" والذي من المقرر أن يبدأ في 1 يناير 2026 ويستمر حتى نهاية العام المقبل.
ويهدف المشروع إلى تعزيز جهود الاستجابة الإنسانية للنازحين والمتأثرين بالنزاع في السودان من خلال توفير تدابير منقذة للحياة تشمل الحماية والمأوى والرعاية الصحية بالإضافة إلى دعم التعليم.
وبحضور الدكتور طارق العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، وقّع الاتفاقية كل من راشد الشامسي، المدير التنفيذي لدعم الخدمات اللوجستية في وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، والدكتور خالد خليفة، المستشار الأول وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد الدكتور العامري، في تصريح بهذه المناسبة، أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار الجهود المتواصلة لدولة الإمارات للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان منذ اندلاع النزاع، مشيرًا إلى أن الدولة خصصت حتى الآن نحو 784 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية وإغاثية طارئة لدعم الشعب السوداني.
وقال: "ستواصل دولة الإمارات دورها في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى التخفيف من معاناة أشقائنا في السودان، انطلاقًا من مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية في الوقوف إلى جانب المتضررين من النزاعات والكوارث الطبيعية، وذلك اقتداءً بنهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبتوجيهات القيادة الرشيدة".
وتركز جهود دولة الإمارات على الجوانب الإنسانية في المقام الأول، ما يعكس التزام الدولة الراسخ بتقديم الدعم الإغاثي إلى الشعب السوداني، حيث قدمت 4.24 مليار دولار أمريكي للسودان خلال العقد الماضي (2015 -2025)، في حين خصصت منذ اندلاع الأزمة الحالية قبل أكثر من عامين ونصف العام 784 مليون دولار من المساعدات الإنسانية.
وتعد دولة الإمارات الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة في تقديم المساعدات إلى السودان منذ بدء النزاع، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.