تلوح مؤشرات دبلوماسية جديدة بين موسكو وباريس، حيث يفتح «الجانب الروسي»، الباب أمام حوار مُحتمل مع «فرنسا»، مشروطًا بتوافر «نوايا حسنة» من جميع الأطراف.
وفي التفاصيل، أعرب متحدث الكرملين، «دميتري بيسكوف»، عن استعداد الرئيس «بوتين»، للحوار مع نظيره الفرنسي «ماكرون»، إن توفرت الإرادة السياسية المُتبادلة، والنوايا الحسنة.
قال بيسكوف في تصريح صحفي: «قال (ماكرون) إنه مُستعد للتحدث مع بوتين. وهنا من المُهم جدًا التذكير بما قاله الرئيس الروسي مُؤخرًا حيث أعرب عن رغبته في الحوار مع ماكرون. لذلك، إذا توفرت الإرادة السياسية المُتبادلة، فلا يُمكن تقييم ذلك إلا بشكل إيجابي».
يُشار إلى أنه في يوليو الماضي جرت بين «بوتين وماكرون» أول مكالمة هاتفية منذ ثلاث سنوات، وبحث الزعيمان الوضع في أوكرانيا والتوتر بين إيران وإسرائيل، والضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية.
وسط التوترات الأوروبية الروسية المُستمرة، تتجه أنظار الدبلوماسية الدولية نحو محاولات إعادة فتح قنوات التواصل بين القارة الأوروبية وموسكو، في مسعى لتخفيف حدة التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا الصدد، صرّح الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أنه من المُفيد لأوروبا استئناف الحوار مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، وإيجاد أرضية جديدة مُلائمة لذلك في غضون الأسابيع المُقبلة، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس»، اليوم الجمعة.
وقال ماكرون: «أرى أن من مصلحتنا نحن الأوروبيين والأوكرانيين، أن نجد أرضية مناسبة لاستئناف الحوار. على الأوروبيين أن يتوصلوا إلى طريقة لتحقيق ذلك في الأسابيع القادمة».
في لحظة تتقاطع فيها آمال السلام مع إرهاق الحرب، يطلّ «التفاؤل الفرنسي» من بوابة برلين، حيث عبّر الرئيس «إيمانويل ماكرون»، عن قناعته بأن المسار الدبلوماسي الحالي قد يقود إلى سلام راسخ ودائم في «أوكرانيا»، بعد سنوات من صراع استنزف الجميع.
وفي التفاصيل، أبدى الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، تفاؤلًا بشأن اجتماعات برلين حول التسوية الأوكرانية، قائلًا: «نمضي قُدمًا نحو سلام راسخ ودائم في أوكرانيا».
كتب ماكرون عبر حسابه بمنصة «إكس»: «نمضي قُدمًا معًا نحو سلام راسخ ودائم في أوكرانيا.. مع الأوروبيين والأوكرانيين والأمريكيين، نُعزز تقاربنا من خلال الدعم العسكري، والضمانات الأمنية القوية، وإعادة الإعمار».
وأضاف الرئيس الفرنسي: «يجب أن تبقى أوكرانيا ذات سيادة، كما يجب أن تبقى أوروبا آمنة، ويقع على عاتق روسيا الآن اتخاذ قراراتها بشأن السلام».
بدورها، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين»، أن اجتماع برلين كان «مُثمرًا». وكتبت في صفحتها على منصة «إكس»: «نشهد تقدمًا ملموسًا بفضل التنسيق بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة، ويُدافع الأوكرانيون بشجاعة عن استقلالهم يوميًا».
وفي وقت سابق، أفاد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بأن اجتماعات الوفود في برلين كانت «مُثمرة للغاية»، مُوضحًا أن التسوية «أقرب الآن» من أي وقت مضى.
يُذكر أن الوفد الأوكراني قد أجرى جولة جديدة من المحادثات في برلين مع الوفد الأمريكي الذي ضم المبعوثين الخاصين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
من ناحية أخرى، مع اقتراب العام الجديد، يتجه الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، نحو كشف ملامح «مرحلة نووية جديدة» لبلاده، حيث تستعد «باريس» لإعادة صياغة عقيدتها النووية بما يتناسب مع تحديات العصر وموازين القوة المُتغيرة.