حوض النيل

شركات بريطانية تجند مرتزقة كولومبيين للقتال مع الدعم السريع بالسودان

السبت 20 ديسمبر 2025 - 08:03 م
هايدي سيد
الأمصار

كشف تحقيق نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت، أن شركات مسجلة في المملكة المتحدة قامت بتجنيد مرتزقة من كولومبيا للمشاركة في النزاع المسلح إلى جانب قوات الدعم السريع السودانية ضد الجيش السوداني، في تطور خطير يعكس البعد الخارجي للصراع المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين.

وقالت الصحيفة، إن عمليات التجنيد تمت عبر وسطاء وشركات أمنية خاصة، حيث تم اختيار المرتزقة الكولومبيين بعناية وإرسالهم إلى مناطق الصراع في السودان، وسط تحذيرات من أن هذا الاعتماد على مقاتلين أجانب قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويزيد من حجم العنف وتأثيره على المدنيين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه التحركات تؤكد تزايد العوامل الدولية في النزاع السوداني، حيث أصبحت قوات الدعم السريع تعتمد على عناصر أجنبية لتعزيز قدراتها القتالية في مواجهة الجيش الوطني السوداني، مما يرفع احتمالات تصعيد العمليات العسكرية وتوسيع دائرة النزاع إلى مناطق أكثر استهدافًا.

وتشير تقديرات أولية إلى أن مشاركة المرتزقة قد تساهم في تغيير موازين القوى على الأرض بشكل مؤقت، لكنها في الوقت نفسه تضع السودان أمام تحديات أمنية إضافية، خاصة مع المخاطر المترتبة على وجود مقاتلين أجانب، سواء فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان أو المساس بالاستقرار الداخلي والإقليمي.

وفي سياق متصل، أكد محللون سياسيون وإقليميون أن هذه الخطوة البريطانية قد تثير تساؤلات حول دور الشركات الأمنية الخاصة في النزاعات المسلحة، ومدى مسؤولية الدول الأوروبية عن منع تجنيد مقاتلين أجانب للمشاركة في حروب خارج حدودها، معتبرين أن هذه العمليات تنذر بتداعيات خطيرة على الأمن في شرق أفريقيا والمنطقة الإقليمية.

وتأتي هذه التطورات بينما تتواصل الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة إنسانية في السودان، في ظل دعوات من الولايات المتحدة ودول عربية لحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب.

وأكد خبراء أن استمرار تورط المرتزقة الأجانب قد يعرقل أي مسار سياسي لحل الأزمة ويزيد من صعوبة التفاوض بين الأطراف المتصارعة.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 نزاعًا مسلحًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا وتشريد الملايين، مع انتشار المجاعة وارتفاع مستويات الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق، ما يجعل أي تدخل خارجي مسلح محل متابعة دقيقة من قبل المجتمع الدولي.