رحّبت دولة الإمارات العربية المتحدة بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بشأن تطورات الأوضاع في السودان، والتي أكد فيها أن الهدف العاجل للولايات المتحدة يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد، بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف المناطق المتضررة داخل البلاد.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تعكس إدراكاً دولياً متنامياً لخطورة الأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان، في ظل استمرار الصراع المسلح وتفاقم تداعياته على ملايين المدنيين، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب تحركاً عاجلاً ومسؤولاً من المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم وحماية المدنيين.
وثمّن وزير الخارجية الإماراتي ما أشار إليه نظيره الأمريكي من أهمية دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من المعاناة المتزايدة التي يواجهها الشعب السوداني، مؤكداً أن الوقف الفوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون أي عوائق، يمثلان أولوية قصوى لا تحتمل التأجيل، خاصة في ظل التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والصحية وانتشار المجاعة في عدد من المناطق.
وأوضح الشيخ عبدالله بن زايد أن تأمين وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين يشكلان الأساس لأي حل مستدام، معتبراً أن هذه الخطوة تمهّد الطريق أمام إطلاق مسار سياسي شامل يفضي إلى انتقال مدني مستقل، يحقق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والسلام، ويحافظ على وحدة السودان وسيادته ومؤسساته الوطنية.
كما أكد وزير الخارجية الإماراتي التزام دولة الإمارات الثابت بالعمل المشترك مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن التنسيق الدولي الفاعل يعد عاملاً حاسماً في دعم جهود إحلال السلام في السودان. وأوضح أن الوقف الفوري لإطلاق النار من شأنه أن يعزز الجهود القائمة للمجموعة الرباعية، ويدعم فرص التوصل إلى حل سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.
وفي السياق ذاته، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى التوصل لهدنة إنسانية في السودان، معتبراً أن دخول العام الجديد يمثل فرصة حقيقية لوقف القتال وبدء مسار جديد يخفف من معاناة المدنيين. كما حثّ الدول ذات النفوذ على أطراف النزاع على استخدام تأثيرها لدفع جهود السلام وتهيئة الظروف اللازمة لإنهاء الحرب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، في تصريحات أدلى بها الجمعة، إن الهدف الفوري لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال القتالية قبل نهاية العام الحالي، بما يسمح للمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية بإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المحتاجين في مختلف أنحاء السودان.
وفي تطور متصل، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي عزمه التدخل للمساعدة في وقف الحرب في السودان، في إشارة إلى تصاعد الاهتمام الأمريكي بالملف السوداني خلال المرحلة المقبلة.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، إلى جانب انهيار واسع في البنية التحتية وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وسط تحذيرات أممية من تفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.