جيران العرب

مقاتلات تايلاندية تقصف كازينو في كمبوديا وتثير توترات حدودية

السبت 20 ديسمبر 2025 - 06:17 م
هايدي سيد
الأمصار

شنّت مقاتلات تايلاندية، اليوم السبت، غارة جوية استهدفت كازينو في محافظة بورسات بشرق كمبوديا، بزعم استخدامه من قبل عناصر الجيش الكمبودي لتعزيز مواقعهم العسكرية قرب الحدود المشتركة بين البلدين. 

وأكد سلاح الجو الملكي التايلاندي أن طائرتين مقاتلتين أقلعتا من قاعدة عسكرية في مدينة ترات، وألقتا ست قنابل على الهدف خلال مهمة استغرقت حوالي 20 دقيقة، وأسفرت الضربة وفق التقديرات العسكرية عن تدمير ما وصفته بـ"معقل كمبودي" في منطقة ثمور دا التابعة لمقاطعة فيال فينغ.
تأتي هذه الغارة ضمن عملية عسكرية أطلقتها تايلاند تحت اسم "ترات تنتصر على الخصوم"، والتي بدأت قبل نحو 12 يوماً على طول الشريط الحدودي المتنازع عليه مع كمبوديا.

 ووفق تصريحات مسؤولين عسكريين تايلانديين، فإن العملية جاءت بعد معلومات استخباراتية دقيقة جمعتها فرقة عمل البحرية في ترات، مشيرة إلى تحركات عناصر الجيش الكمبودي ونقلهم أسلحة ثقيلة إلى مناطق قريبة من الحدود.

 وأضافوا أن مجمعات الكازينو في المنطقة كانت تُستخدم كأحد المواقع العسكرية، ما شكل تهديداً مباشراً للأمن القومي التايلاندي، واستدعى التدخل الجوي.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام كمبودية أن الغارة الجوية أصابت مبانٍ تجارية ومدرسة ابتدائية في ثمور دا، دون تقديم تفاصيل دقيقة عن الأضرار البشرية أو خسائر الأرواح، في حين استمرت الاشتباكات في المنطقة بعد انتهاء الضربة، مع تقارير عن إطلاق قذائف هاون من جهة ثمور دا.
وأكدت القوات التايلاندية أن المنشآت المستهدفة تجاوزت الحدود الرسمية، ما استدعى الرد العسكري للحفاظ على الأمن القومي، مشيرة إلى أنها ستواصل مراقبة المنطقة لرصد أي تحركات قد تستدعي تدخلاً إضافياً.

 تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر بين تايلاند وكمبوديا على طول الحدود الشرقية، حيث سبق أن شهدت المنطقة مناوشات متكررة أدت إلى توترات دبلوماسية بين البلدين.
وتثير الغارة الجوية الأخيرة تساؤلات حول تأثير العمليات العسكرية على المدنيين، خاصة مع وجود مبانٍ تعليمية وتجارية ضمن نطاق الهجوم، وسط دعوات دولية للتهدئة والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية. ويشير مراقبون إلى أن استمرار التصعيد العسكري قد يفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق الحدودية، ويعقد جهود الحوار الدبلوماسي بين الحكومتين التايلاندية والكمبودية، ما يجعل الحاجة إلى حلول سياسية عاجلة أكثر إلحاحاً لتجنب مواجهة أوسع بين الجانبين.