حوض النيل

واشنطن تدعو لهدنة بالسودان في العام الجديد

السبت 20 ديسمبر 2025 - 04:16 م
غاده عماد
الأمصار

دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى التوصل لهدنة إنسانية في السودان، معتبرًا أن حلول العام الجديد يشكّل فرصة مناسبة لوقف الأعمال القتالية، ومطالبًا الدول المؤثرة باستخدام نفوذها لدفع أطراف الصراع نحو السلام، في وقت أدان فيه مجلس الأمن الدولي هجومًا بطائرات مسيّرة استهدف قاعدة أممية في كادوقلي وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من قوات حفظ السلام.

وقال روبيو، في تصريحات أدلى بها الجمعة، إن الهدف الفوري للولايات المتحدة يتمثل في وقف القتال قبل بداية العام الجديد، بما يتيح للمنظمات الإنسانية إيصال المساعدات للمدنيين المتضررين. وأوضح أن الأعياد وبداية عام جديد قد تشكل فرصة حقيقية للطرفين للاتفاق على هدنة إنسانية، مشددًا على أن واشنطن تبذل جهودًا مكثفة لتحقيق هذا الهدف.

وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن دولًا خارجية تقدم أسلحة للأطراف المتحاربة، بما في ذلك شحنات سلاح، لا سيما لقوات الدعم السريع، مؤكدًا أنه أجرى محادثات وصفها بالمباشرة والصريحة مع جميع أطراف الصراع. وأوضح أن استمرار القتال يعتمد إلى حد كبير على الدعم الخارجي، وهو ما يجعل إشراك هذه الأطراف أمرًا ضروريًا لإنجاح أي مساعٍ لوقف إطلاق النار.

وأضاف روبيو أن الأطراف الخارجية تمتلك نفوذًا حقيقيًا يمكن استخدامه للتأثير على الفاعلين على الأرض والتوصل إلى هدنة إنسانية، لافتًا إلى أن التركيز الأميركي ينصب حاليًا على هذا المسار. وذكّر بتصريحات سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن الأسبوع الماضي عزمه التدخل من أجل وقف الحرب في السودان.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، فضلًا عن انتشار المجاعة في مناطق واسعة من البلاد. وأعرب روبيو عن قلقه الشديد إزاء تقارير أفادت بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات، مؤكدًا أن ما يحدث في السودان مروع ومأساوي.

وفي سياق متصل، أكد مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان محمد بلعيش أن الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين، بما في ذلك القتل وتدمير البنى التحتية، أفعال مدانة بشدة، مشددًا على أن مرتكبيها لن يفلتوا من العقاب. وجاءت تصريحاته عقب لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة بورتسودان.

وأوضح بلعيش أنه سلّم البرهان رسالة خطية من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى أن اللقاء شكل فرصة للتشاور حول سبل دعم الاستقرار والأمن في السودان، باعتباره دولة محورية في الإقليم وركيزة أساسية للمنظمة الأفريقية. كما أكد التزام الاتحاد الأفريقي بدعم سيادة السودان ووحدته، ورفض أي مؤسسات موازية على أراضيه.

وشدد المبعوث الأفريقي على أهمية الحل السياسي السلمي عبر حوار وطني شامل، في إطار آلية دولية تضم الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بهدف إنهاء الأزمة المستمرة.

وعلى صعيد متصل، أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي بشدة الهجمات التي شنتها طائرات مسيّرة في 13 ديسمبر 2025 على قاعدة الأمم المتحدة اللوجستية في كادوقلي بولاية جنوب كردفان، والتي أسفرت عن مقتل ستة من حفظة السلام من بنغلاديش وإصابة تسعة آخرين. وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء هذا الهجوم المتعمد، معتبرًا أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين.

وأكد أعضاء المجلس أن استهداف قوات حفظ السلام قد يرقى إلى جرائم حرب، داعين إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم دون تأخير، ومطالبين الأمم المتحدة بالإسراع في التحقيق بالتعاون مع قوة يونيسفا، وإطلاع الدول المساهمة بقوات على مجريات التحقيق.

كما دعا مجلس الأمن السلطات المعنية في السودان وجنوب السودان إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة منشآت الأمم المتحدة وموظفيها، وحث البلدين على تعزيز التعاون لما له من أهمية في تحقيق الاستقرار في منطقة أبيي.

وفي تطور لاحق، أعلنت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي أنها ستخلي قاعدتها اللوجستية في كادوقلي عقب الهجوم، بعد تقييم أمني شامل خلص إلى أن الوضع الراهن يعيق قدرة البعثة على العمل. وأكدت يونيسفا التزامها بمواصلة تنفيذ ولايتها، ومتابعة التطورات الميدانية عن كثب، مع إمكانية استئناف أنشطتها في كادوقلي عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك.