اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بلدة سيلة الظهر في محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، في إطار تصاعد عمليات الاقتحام والمداهمات التي تشهدها مناطق متفرقة من الضفة خلال الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى وقوع مواجهات محدودة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن مواجهات اندلعت أيضًا في قرية مادما جنوب نابلس، حيث تصدى شبان فلسطينيون لاقتحام قوات الاحتلال، في حين أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي بشكل مكثف في عدد من المناطق، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بجروح متفاوتة.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن شابًا أصيب برصاص قوات الاحتلال في بلدة الرام قرب جدار الفصل والتوسع العنصري شمال القدس المحتلة. وأوضحت الوكالة أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت أيضًا بلدة نعلين، ونشرت دورياتها في عدد من أحيائها، وسط إطلاق الرصاص الحي، دون أن يُسجل أي اعتقالات أو إصابات إضافية.
وتأتي هذه الاقتحامات في ظل توترات مستمرة في الضفة الغربية، حيث تواصل قوات الاحتلال ممارساتها الميدانية التي تشمل المداهمات الليلية، وفرض الحواجز العسكرية، وتنفيذ عمليات تفتيش واسعة في القرى والمدن الفلسطينية، ما يزيد من حالة الاحتقان والغضب الشعبي. وقد أشار مراقبون إلى أن هذه الانتهاكات تتزامن مع دعوات دولية متكررة لتهدئة الوضع ومنع التصعيد العسكري في المنطقة.
وفي السياق الدولي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من تصاعد العنف في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين بحاجة إلى أفق للأمل، وأن دوامة العنف الحالية يجب أن تتوقف فورًا، مؤكدًا أن الوضع في الضفة الغربية مقلق للغاية ويهدد الاستقرار الإقليمي. ودعا جوتيريش الأطراف المعنية إلى الالتزام بضبط النفس، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.
وتعكس الاقتحامات الإسرائيلية الأخيرة استمرار سياسة الردع العسكري والأمني في الضفة الغربية، والتي غالبًا ما تؤدي إلى مواجهات محدودة بين السكان المحليين والقوات الإسرائيلية، ما يزيد من معاناة المدنيين، ويعقد فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على المدى الطويل. كما تشير الأحداث الأخيرة إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لتثبيت وقف تصعيد العنف، وضمان حماية حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.