تصاعد الجدل حول الهجمات على المرافق الصحية في السودان يعكس تبايناً واسعاً في الروايات بين الأطراف المعنية بالأزمة.
قوات الدعم السريع قالت الخميس إنها ترفض تصريحات مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بشأن وقوع اعتداءات على منشآت الرعاية الصحية منذ يناير الماضي، والتي أشار فيها إلى سقوط أكثر من ألف وستمائة ضحية نتيجة تلك الحوادث.
وأوضحت القوات في بيان أن المعلومات المتداولة حول الهجمات تفتقر إلى الدقة، مؤكدة أن جزءاً كبيراً من التقارير يصدر عن جهات تزعم الانتماء للقطاع الصحي بينما ترتبط، وفق وصفها، بجهات سياسية وأمنية، بما في ذلك صلات بأجهزة استخبارات ومكاتب مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي قالت إنه يؤثر على حياد تلك التقارير.
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع ملتزمة بحماية المرافق الصحية وتأمين العاملين فيها، مشيرة إلى الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في حكومة السلام بدارفور لضمان استمرار الخدمات الصحية وتطويرها رغم الظروف القائمة.
دعت لجنة أمن ولاية الخرطوم المواطنين إلى التوجه نحو أقسام الشرطة للتعرف على ممتلكاتهم التي تم ضبطها بواسطة الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية.
وأوضحت اللجنة، في اجتماع عقدته اليوم، أنها تعمل على تسليم المقتنيات المنهوبة خلال فترة الحرب عبر النيابة العامة باعتبارها الجهة المختصة، مؤكدة حرصها على إعادة الحقوق إلى أصحابها.
أعلن، رئيس منظمة الصحة العالمية أن الهجمات على المرافق الطبية في السودان أودت بحياة أكثر من 1600 شخص منذ بداية العام الحالي الميلادي.
صرح رئيس منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، أن المنظمة سجلت منذ يناير الماضي 65 هجومًا على المرافق الطبية خلفت إصابة 276 شخصًا.
وكان أحدث هذه الهجمات الهجوم بطائرة مسيرة يوم الأحد الماضي على مستشفى عسكري في مدينة الدلنج مركز ولاية كردفان الجنوبية؛ وهي ولاية تحولت خلال الأشهر الماضية إلى موقع نزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
قال جبريسوس إنه في هذا الهجوم قُتل 9 أشخاص وأصيب 17 آخرون.
وكتب في منشور على شبكة إكس الاجتماعية أن كل هجوم يحرم المزيد من الناس من الخدمات الطبية والدوائية.
اعتبرت شبكة أطباء بلا حدود السودان قوات الدعم السريع مسؤولة عن الهجوم بطائرة مسيرة على المستشفى العسكري في الدلنج.

وبحسب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فإن خسائر الدلنج هي جزء من ما لا يقل عن 104 قتلى قُتلوا منذ 4 ديسمبر خلال هجمات في أنحاء كردفان.
وشملت الهجمات على المرافق الطبية هجوم قوات الدعم السريع على مستشفى السعودى في الفاشر بدارفور خلال شهر أكتوبر، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 460 شخصًا في المستشفى واختطفوا الأطباء والممرضين.
منذ بدء النزاعات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ أبريل 2023، قُتل حوالي 40 ألف شخص وشُرد أكثر من 12 مليون.
حذرت الأمم المتحدة مرارًا من وقوع كارثة إنسانية في هذا البلد، وأضافت أن 23 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الغذاء وهناك خطر مجاعة كارثية في السودان.