وسط تقلّص الأمطار وتفاقم ظاهرة «الجفاف»، لجأت «إيران» إلى استمطار السُحب كحل طارئ ومُستدام نسبيًا، سعيًا لتخفيف الضغط على الأراضي الزراعية والمجتمعات المُتضررة، في محاولة لمواجهة تحديات نقص المياه.
وفي التفاصيل، أعلنت إدارة العلاقات العامة للقوات الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، أن عمليات «استمطار السُحب» ستستمر حتى نهاية فصل الربيع في بعض مناطق البلاد، مُشيرة إلى أن العمليات بدأت قبل أكثر من شهر في عدد من مناطق البلاد، وستستمر حتى نهاية فصل الربيع في ثلاث مناطق رئيسية، بهدف زيادة هطول الأمطار والمساهمة في تحسين وضع الموارد المائية.
وبحسب التقارير، تشمل المناطق المستهدفة شمال غرب البلاد (حوض بحيرة أورميا في محافظتي أذربيجان الغربية والشرقية)، وشمال شرق البلاد (محافظة خراسان)، إضافة إلى الهضبة الوسطى (حوض نهر زاينده رود في محافظتي تشهارمحال وبختياري وأصفهان).
وفي إشارة إلى تنفيذ عدة طلعات جوية عملياتية خلال الأيام الماضية، جاء في تقرير صادر عن إدارة العلاقات العامة للقوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني: «تُنفذ هذه الطلعات بناءً على طلب وزارة الطاقة، واستنادًا إلى توقعات الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية. وبعد الإعلان عن المهمة، تتولى وحدات الطيران تجهيز الطائرات وتنفيذ العملية».
أضاف التقرير: «وفقًا لتقييمات أجرتها مؤسسات متخصصة ومسؤولة، يُمكن لعمليات الاستمطار أن تزيد من هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين (18 و25 بالمئة)، وتُستخدم كحل تكميلي في إدارة موارد المياه في البلاد».
وأكّد التقرير، أن جميع طلعات الاستمطار تُنفذ وفق أعلى معايير السلامة وفي ظروف جوية ملائمة فقط، وتهدف هذه العمليات إلى الحد من آثار الجفاف وتحسين حالة الموارد المائية في مستجمعات المياه الرئيسية في البلاد.
وفي سياق مُنفصل، في لحظة تتقاطع فيها التحالفات وتتشابك فيها خرائط القوة، خرجت «طهران» لتكشف جانبًا من كواليس حربٍ هزّت المنطقة، مُعلنةً أن «موسكو» كانت شريكًا أساسيًا في دعمها خلال المواجهة مع «إسرائيل».
وفي التفاصيل، أفاد وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، بأن «روسيا» قدّمت دعمًا كبيرًا لبلاده خلال حرب يونيو مع «إسرائيل»، مُؤكّدًا أن التعاون الدفاعي بين موسكو وطهران «قد تعزز بشكل ملحوظ بعد هذا الصراع».
وقال «عراقجي»، في مقابلة مع مجلة «الإيكونوميست» البريطانية: «قدّم الروس لنا مساعدة كبيرة خلال الحرب التي استمرت (12) يومًا، وبعد ذلك أصبحنا أكثر انخراطًا في التعاون مما كنا عليه من قبل. لهذا السبب أقول لكم إننا أصبحنا أكثر استعدادًا [لصراع مُحتمل] مما كنا عليه في الحرب السابقة».
وأضاف الوزير بشأن تحسن القدرات العسكرية الإيرانية: «صواريخنا الآن في وضع أفضل، من حيث الكمية والجودة. لقد استخلصنا العديد من الدروس من حرب الـ(12) يومًا»، مُوضحًا: «لقد أدركنا نقاط قوتنا وضعفنا، وما هي نقاط ضعف إسرائيل. قمنا بتحليلها جميعًا، والآن نحن مُستعدون بالكامل، حتى أفضل منا في المرة السابقة».
وأشار وزير الخارجية الإيراني، إلى أن «التعاون العسكري بين إيران وروسيا ليس شيئًا جديدًا»، مُوضحًا أنه «يمتد لسنوات عديدة. كان الهدف من تعاوننا العسكري حصريًا مهامنا الدفاعية. كان هذا موقفنا منذ البداية».
وأردف عباس عراقجي، أن تصرفات الغرب دفعت إيران أكثر نحو التعاون مع روسيا والصين، قائلًا: «يجب أن نعترف بأن الدول الغربية هي التي جعلتنا في الواقع نُدرك أن الصين وروسيا هما أصدقاء لنا أفضل منهم».
على صعيد آخر، في عالمٍ لا تهدأ فيه الأزمات، يعود «الملف الإيراني» ليتصدّر المشهد الدولي من جديد، مُثيرًا تساؤلات حول مستقبل المنطقة والتوازنات الدولية. فمع تجدد فرض «العقوبات الأُممية»، تتكشّف أبعاد جديدة لصراع طويل الأمد بين إيران والمجتمع الدولي، في وقت تتشابك فيه المصالح الإقليمية والدولية على نحو غير مسبوق.