جيران العرب

ضباب سام يضرب ولاية كاليفورنيا ويعطّل الحركة في عشرات المقاطعات

الأربعاء 17 ديسمبر 2025 - 02:46 م
هايدي سيد
الأمصار

حاصرت موجة كثيفة من الضباب السام أجزاء واسعة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، متسببة في تأثيرات ملحوظة على حياة السكان وحركة المواصلات، حيث امتد تأثيرها إلى أكثر من 20 مقاطعة على مسافة تقارب 400 ميل، ما أدى إلى انخفاض كبير في مستوى الرؤية الأفقية، خاصة خلال ساعات الليل والصباح الباكر.

وأوضحت تقارير إعلامية، من بينها موقع سكاي نيوز عربية، أن هذا النوع من الضباب يتشكل عندما تبرد الأرض بسرعة بعد غروب الشمس، ما يؤدي إلى تكاثف الرطوبة بالقرب من سطح الأرض وتكوّن طبقة كثيفة من الضباب تحجب الرؤية وتزيد من مخاطر التنقل على الطرق السريعة والريفية.

تأثير الضباب على السكان:
على مستوى السكان، أثارت الظاهرة مخاوف صحية، خاصة بين كبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، في ظل انتشار شكاوى من تهيج في العينين والحلق وصعوبة في التنفس لدى بعض الأشخاص. إلا أن خبراء الصحة في الولايات المتحدة أكدوا أن الضباب في حد ذاته لا يسبب أمراضًا مباشرة، مرجّحين أن تكون الأعراض ناتجة عن عوامل بيئية أخرى، مثل تلوث الهواء أو التغيرات الموسمية وارتفاع نسب الجسيمات الدقيقة العالقة في الجو.

كما أثار ظهور بقايا بيضاء على سيارات بعض السكان حالة من القلق والتساؤلات، إلا أن مختصين أوضحوا أن الضباب الطبيعي يتكون من قطرات ماء نقية، ولا يترك عادةً أي رواسب، ما يشير إلى أن هذه الآثار قد تكون مرتبطة بتلوث هوائي محبوس داخل طبقات الضباب.

تأثير الضباب على المواصلات:
أما على صعيد المواصلات، فقد تسببت موجة الضباب في إبطاء حركة السير على العديد من الطرق السريعة، ودفع السلطات المحلية في ولاية كاليفورنيا إلى إصدار تحذيرات للسائقين بضرورة تخفيض السرعة، وتشغيل الأضواء الأمامية، وتجنّب السفر غير الضروري في بعض المناطق.

وسجلت الولاية في السنوات الماضية حوادث مرورية جماعية خطيرة بسبب هذا النوع من الضباب، أبرزها حادث تصادم ضخم عام 2007 شمل 108 مركبات وأسفر عن مقتل شخصين، إضافة إلى حادث آخر مطلع العام الجاري أودى بحياة شخصين وأصاب تسعة آخرين، ما يعكس خطورة هذه الظاهرة عند تزامنها مع كثافة الحركة المرورية.

وفي سياق متصل، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن تلوث الهواء المحبوس، خاصة في ظل ظروف جوية مثل الضباب الكثيف، يُعد من أبرز أسباب الوفيات المبكرة حول العالم، داعية الحكومات إلى اتخاذ تدابير وقائية لحماية السكان وتقليل التعرض للهواء الملوث.