أكد كريس إلمور، وكيل وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الاثنين، أن المملكة المتحدة تستخدم كل أدواتها الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة في السودان، التي تعد من أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
وجاء تصريح إلمور خلال جلسة طارئة لمجلس العموم البريطاني خصصت لمناقشة الوضع في السودان، مشيرًا إلى أن نحو 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في ظل تصاعد النزاع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأوضح إلمور أن بريطانيا لم تُسجل أي دليل على استخدام أسلحة بريطانية في الصراع الدائر، مؤكدًا التزام بلاده بمبادرة تحقيق هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر.
كما لفت إلى أن بريطانيا رفعت مساهمتها الإنسانية إلى السودان لتصل إلى 146 مليون جنيه استرليني، بهدف توفير الدعم الغذائي والطبي للمدنيين المتضررين جراء الحرب.
وفي سياق متصل، بدأ الاتحاد الأوروبي بتسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور، حيث أقلعت أول رحلة يوم الجمعة 12 ديسمبر 2025، وحملت حوالي 100 طن من المساعدات المقدمة من مستودعات الاتحاد الأوروبي والمنظمات الشريكة.
ومن المقرر أن تستمر هذه الرحلات الجوية خلال شهري ديسمبر 2025 ويناير 2026، بقيمة إجمالية تصل إلى 3.5 مليون يورو، لتلبية احتياجات النازحين في مناطق النزاع، ولا سيما بعد سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع.
ويعيش السودان منذ أبريل 2023 تحت صراع دموي بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، مما خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وقد تم إعلان مجاعة في مناطق عدة، بما في ذلك مدينة كادقلي، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الطبية الأساسية.
ويشكل النزاع في السودان تحديًا كبيرًا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استقرار البلاد، ويعكس هشاشة الوضع الأمني في منطقة القرن الإفريقي.
وتشدد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على ضرورة تكاتف كل الأطراف المعنية، سواء محليًا أو إقليميًا، لوقف التصعيد وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، مع التركيز على حماية المدنيين والحد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وبحسب خبراء الأمم المتحدة، فإن استمرار النزاع دون تدخل فعال يعرض البلاد لمزيد من المخاطر، بما في ذلك تفشي الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء، وتهديد استقرار المنطقة المجاورة.
كما يؤكد مراقبون أن الدور الدبلوماسي الأوروبي والبريطاني يشكل عاملًا مهمًا لتسهيل الحوار بين الأطراف السودانية وتقليص أثر الحرب على السكان المدنيين.
وتعكس جهود بريطانيا والاتحاد الأوروبي تنسيقًا دوليًا واسعًا لدعم السلام، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية، ودفع الأطراف السودانية للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والعمل على هدنة مستدامة تتيح تلبية احتياجات أكثر من 30 مليون شخص متضرر من الحرب.