أكد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، اليوم الاثنين، أن المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، وما يرافقها من معاناة مدنية كبيرة وخطر تصعيد متواصل، تهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته العاجلة للحد من انعكاسات الأزمة على المدنيين وعلى الأمن الإقليمي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الإيطالي في العاصمة روما، حيث أشار إلى أن تحقيق وقف إطلاق النار، حتى وإن كان هشًّا ومؤقتًا، يتطلب دعمًا قويًا وفعّالًا من جميع الأطراف الدولية والإقليمية. ولفت ماتاريلا إلى أن غياب التفاعل الدولي أو التقاعس عن تقديم المساعدات الدبلوماسية والإنسانية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وزيادة معاناة المدنيين، كما سيعرض المنطقة لتصعيدات غير مسبوقة قد يصعب احتواؤها لاحقًا.

وحذر الرئيس الإيطالي من أن الحلول العسكرية وحدها لن تحقق أي استقرار، مشددًا على أن أي استمرار في العمليات القتالية سيؤدي إلى مزيد من الصراعات، ويزيد من معاناة السكان المدنيين، ويضعف فرص الحلول السياسية والدبلوماسية. وأضاف أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة يكمن في الدبلوماسية الفاعلة، والحوار الشامل بين جميع الأطراف المعنية، وتقديم دعم دولي متواصل يضمن حماية المدنيين والحد من آثار الصراع على المجتمعات المحلية.
وشدد ماتاريلا على أن المجتمع الدولي يجب أن يضاعف جهوده لدعم أي مبادرات تهدف إلى تخفيف التوترات في غزة، بما في ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بشكل آمن، وتوفير الحماية لهم، والحفاظ على البنية التحتية الحيوية التي تضررت بفعل الصراع. وأكد أن احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان يجب أن يكون مبدأ أساسيًا في كل المبادرات الرامية لإنهاء النزاع، مؤكدًا أن الالتزام بهذه المبادئ يمثل أساسًا لأي محاولة لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.
وأشار الرئيس الإيطالي إلى أن استمرار الأزمة الحالية في غزة له انعكاسات تتجاوز حدود القطاع، مؤثرًا على استقرار المنطقة بأكملها، بما في ذلك دول الجوار التي تواجه تدفقات للاجئين وآثارًا أمنية واقتصادية متزايدة. وأوضح أن أي تصعيد إضافي لن يضر فقط بالسكان المدنيين، بل سيقوض جهود السلام ويعقد فرص التوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة، ويزيد من صعوبة إدارة الأزمات الإنسانية المستقبلية.
وأضاف ماتاريلا أن المجتمع الدولي مطالب بالعمل الجماعي لتوفير حلول مستدامة، تشمل إشراك الأطراف كافة في مسارات الحل السياسي، وتقديم الدعم الكامل للمبادرات الدبلوماسية الرامية إلى وقف العنف. واعتبر أن هذا التوجه يمثل خطوة أساسية نحو بناء بيئة مستقرة وآمنة، تتيح تحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط، بما يعزز المصالح المشتركة للأطراف كافة ويحد من انتشار التطرف والعنف.
وختم الرئيس الإيطالي تصريحاته بالتأكيد على أن أي جهود دولية تجاه غزة يجب أن تكون متسقة وهادفة، وأن التضامن الدولي هو الطريق الأنجع لإنهاء المعاناة الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإرساء أسس السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن المسؤولية التاريخية والأخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره لضمان حماية المدنيين ومنع تفاقم الأزمة.