قال مصدر في مستشفى عسكري بمدينة الدلنج السودانية، الواقعة في الجنوب، التي تحاصرها «قوات الدعم السريع»، إن هجوماً عليها بطائرة مسيَّرة، الأحد، أسفر عن مقتل «7 مدنيين وإصابة 12».
ومن بين المصابين مرضى أو مرافقون لهم في المستشفى، حسب ما أفاد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ويقدم المستشفى خدماته للمدنيين والعسكريين على حد سواء.وتقع الدلنج في جنوب كردفان، وما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني، لكنها محاصرة من «قوات الدعم السريع».
مع قرب نهاية عام 2025، تقترب الحرب في السودان من إتمام عامها الثالث، تاركة وراءها دمارًا شاملاً أثر بشكل كبير على حياة السودانيين. فبحسب التقديرات، ارتفعت نسبة الفقر من حوالي 21% إلى أكثر من 70%، وهو ما يعكس بشكل واضح الانهيار الاقتصادي وتوقف سبل العيش وزيادة النزوح.
في الوقت الذي يتفق فيه المجتمع الدولي على أن الحل الوحيد لهذه الحرب يكمن في التفاوض، يدخل السودانيون عامًا جديدًا محملًا بالخسائر، وهم يأملون في أن يكون هذا العام عام السلام، الذي يعيدهم إلى بيوتهم ويضع حدًا للفوضى والانعدام التام للأمن. لكن السؤال الذي يبقى دون إجابة هو: من الذي يستجيب حقًا لمعاناة السودانيين؟ ومن يتحمل المسؤولية في تحويل آمالهم شفي السلام إلى واقع ملموس؟
يعيش السودان واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل الحرب المستمرة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع، والتي دخلت شهرها العشرين دون أفق واضح للحل، مخلفةً أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة، دفعت البلاد إلى صدارة دول العالم من حيث حجم النزوح الداخلي.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن السودان بات يواجه أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، موضحة أن تداعيات الحرب طالت نحو 13 مليون شخص، اضطروا إلى ترك منازلهم والفرار من مناطقهم بحثًا عن الأمان. وأكدت المنظمة الدولية، في بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أن الأزمة تمس مختلف فئات المجتمع السوداني، من أمهات هربن مع أطفالهن حديثي الولادة نحو مصير مجهول، إلى طلاب وشباب تفرقت بهم السبل بعيدًا عن أسرهم، وسط أوضاع أمنية ومعيشية شديدة الصعوبة.
وأشارت منظمة الهجرة الدولية إلى أن النازحين يواجهون معاناة إنسانية هائلة، في ظل نقص الخدمات الأساسية، وغياب الحماية، وصعوبة الوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية. وأوضحت أن الدعم المقدم من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة يساهم في توفير الحد الأدنى من الحماية والمساعدات العاجلة، إلا أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير الموارد المتاحة.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، فشلت جميع الجهود والوساطات الإقليمية والدولية في إنهاء الصراع، الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير واسع للبنية التحتية، ما جعل السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.
وفي تطور ميداني جديد، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 330 شخصًا من مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان جنوبي السودان، منذ يوم الثلاثاء الماضي، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية. وأفادت المنظمة، في بيان رسمي، بأن فرق الرصد الميدانية قدرت حركة النزوح الجديدة بسبب تفاقم انعدام الأمن، مشيرة إلى أن النازحين توجهوا إلى مواقع متفرقة في محليتي الرهد وشيكان بولاية شمال كردفان.