جيران العرب

تركيا تُصعّد لهجتها تجاه «قسد» وتربط تحركاتها بإسرائيل

الأحد 14 ديسمبر 2025 - 09:17 ص
مصطفى عبد الكريم
وزير الخارجية التركي
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان

في تصعيد لافت في لهجة «أنقرة»، عادت قضية قوات سوريا الديمقراطية «قسد» إلى واجهة المشهد السياسي، بعدما ربطت «تركيا» تحركاتها بدعم خارجي، في ظل تعقيدات إقليمية مُتزايدة وتداخل ملفات النفوذ في الساحة السورية.

موقف أنقرة

وفي التفاصيل، صرّح وزير الخارجية التركي، «هاكان فيدان»، أن «قوات سوريا الديمقراطية» تستمد جرأتها من إسرائيل، مُضيفًا خلال لقاء مُتلفز، أن «قسد» لم تتحرك يومًا مع المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد.

وأشار الوزير فيدان إلى أن ما يجري في جنوب سوريا «ربما يُشكّل حاليًا أكبر منطقة خطر بالنسبة لتركيا».

تصعيد إقليمي

شدد وزير الخارجية التركي على أن المشكلة في الجنوب السوري لا تكمن بحد ذاتها في حجمها، بل في تحوّل إسرائيل إلى طرف مُتدخل، ما يُشكّل منطقة خطر.

وفيما يتعلق بعملية إلقاء تنظيم «بي كي كي» للسلاح، قال فيدان، إن المسار يسير بشفافية عالية وبشكل جيد جدًا من جانب تركيا.

وتابع الوزير التركي: «لا نسمع أي جملة عما يعتزم التنظيم القيام به».

موقف تركي سابق

وكان هاكان فيدان قد صرح سابقًا بأن «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، لا تُظهر «أي نية» للالتزام باتفاق الاندماج، المُوقّع في 10 مارس، في مؤسسات الدولة السورية وتُحاول بدلًا من ذلك الالتفاف عليه. وأفاد بأن سياسات إسرائيل المزعزعة للاستقرار في سوريا هي العقبة الرئيسية أمام جهود إعادة بناء الوحدة في البلاد.

وزير الخارجية التركي يتوقع استمرار الأزمة الأوكرانية العام المُقبل

من ناحية أخرى، وسط تعقيدات دولية مُتشابكة ومساعٍ دبلوماسية مُتعثّرة، تلوح في الأفق مؤشرات على إطالة أمد «الأزمة الأوكرانية»، وفق ما عبّر عنه وزير الخارجية التركي، «هاكان فيدان»، في أحدث تصريحاته.

قراءة تركية للأزمة

وفي التفاصيل، صرّح هاكان فيدان، في حديث تلفزيوني يوم السبت، أن المشاكل المتعلقة بالأزمة الأوكرانية ستظلّ قائمة حتى في عام 2026 المُقبل، ولدى كلا الجانبين هامش للمناورة، مُشددًا على أن بعض القضايا المتعلقة بتسوية النزاع لا يُمكن حلها إلا من خلال استفتاء في أوكرانيا.

وقال فيدان، في مقابلة مع قناة «tvnet» التلفزيونية: «ستبقى المشاكل المتعلقة بالأزمة الأوكرانية قائمة في عام 2026، على الأقل في الربعين الأول والثاني من السنة المذكورة... يبدو أن بعض القضايا المُحددة يُمكن حلها من خلال استفتاء أو انتخابات في أوكرانيا. بعض جوانب اتفاقية السلام لا يُمكن حلها إلا من خلال استفتاء، لأن الحديث قد يدور عن قرارات ربما لا يرغب زيلينسكي وحده في التوقيع عليها».

تعقيدات التسوية

أضاف وزير الخارجية التركي: «السيد بوتين ينظر بشكل جدي إلى وقف إطلاق النار ويُريده. لديه شروط معينة. كلا الجانبين واضحان بشأن ما يُريدانه وما لا يُريدانه، لكن المشكلة تكمن في عدم توافق رغباتهما... سيتم التوصل إلى حل وسط أو حل بديل. ولدى كلا الجانبين هامش للمناورة».

خلال المحادثات في عشق آباد، أعلن الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، لنظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، أن تركيا مُستعدة لاستضافة مفاوضات بشأن أوكرانيا بأي شكل من الأشكال.

تفاؤل تركي

وبعد المحادثات التي جرت الجمعة الماضية، أفاد الرئيس التركي، بأن التسوية السلمية في أوكرانيا «باتت وشيكة ونحن نراها».

«أشباح تُلاحق نتنياهو».. غضب أمريكي من التصعيد الإسرائيلي في سوريا

من جهة أخرى، في لحظةٍ تتقاطع فيها الحسابات السياسية مع رياح الحرب، عاد «نتنياهو» ليرى «أشباحًا في كل مكان»… أشباح تهديدات، وأشباح نفوذ، وأشباح هواجس لا تهدأ. ضرباتٌ إسرائيلية مُتلاحقة على «سوريا»، تفتح بابًا جديدًا للتوتر، وتدفع «واشنطن» لإطلاق رسائل «انزعاج» لم يعد بالإمكان إخفاؤها.