رغم تعقيدات الواقع الميداني، برزت نبرة «تفاؤل» في حديث زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، وهو يتناول إمكانية التوصل إلى «اتفاق سلام».
وفي التفاصيل، أعلن «زيلينسكي»، اليوم الأحد، أن لدى أوكرانيا «فرصة كبيرة» للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الشركاء الغربيين لإنهاء النزاع.
وجاء في منشور زيلينسكي، في قناته على «تليجرام»: «الأهم – ستكون هناك لقاءات لي مع ممثلي الرئيس ترامب، وكذلك لقاءات مع شركائنا الأوروبيين، مع العديد من القادة حول أساس السلام – الاتفاق السياسي لإنهاء الحرب. الفرصة الآن كبيرة».
وأفاد زعيم نظام كييف، بأنه يُجري التحضير للقاء في ألمانيا مع الجانب الأمريكي و«الأصدقاء الأوروبيين» خلال الأيام القليلة المُقبلة، مُؤكّدًا: «سيكون هناك العديد من الأحداث في برلين».
يأتي هذا التصريح بعد يوم من إعلان «وزارة الدفاع الألمانية» عن عقد الاجتماع التالي لمجموعة الاتصال لمساعدات الدفاع عن أوكرانيا (بصيغة «رامشتاين»)، والذي سيُعقد في 16 ديسمبر عبر مؤتمر الفيديو. ومن المُقرر أن يبدأ الافتتاح بكلمات رؤساء الدوائر الدفاعية في ألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا.
في لحظة سياسية مشحونة بالتوتر والاصطفافات الدولية، عاد زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، ليُلوّح بورقة «الناتو» من جديد، مُجدّدًا طموح كييف للانضمام إلى الحلف، رغم «الرفض الأمريكي» الذي يضع حدودًا صارمة لأحلام أوكرانيا الغربية.
وفي التفاصيل، أفاد «زيلينسكي»، بأن أوكرانيا لا تزال تسعى للانضمام إلى حلف «الناتو»، لكن الولايات المتحدة لا ترى أوكرانيا في الحلف، قائلاً للصحفيين، يوم الثلاثاء: «نحن واقعيون، ونرغب في الانضمام إلى الناتو بالفعل، وهذا أمر عادل برأيي».
أضاف زعيم نظام كييف: «لكننا نعرف بالتأكيد أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى لا ترى أوكرانيا في الناتو حتى الآن. وأن روسيا بلا شك لا ترانا هناك».
وأشار زيلينسكي، إلى أهمية الضمانات الأمنية بالنسبة لأوكرانيا، مُعتبرًا أن العضوية في الناتو مسألة مستقبل. وتابع: «حتى هذا اليوم ننظر في ضمانات أمنية فاعلة».
يُذكر أن «أوكرانيا» قد أجرت عدة جولات من المباحثات مع «الولايات المتحدة» حول الخطة التي عرضتها الإدارة الأمريكية لتسوية النزاع. وبحسب التقارير الإعلامية، فإن مسألة الأراضي وقضية الضمانات الأمنية «عالقتان حتى الآن».
في خطوة مُرتقبة تُنذر بتحوّل لافت في مسار «الأزمة الأوكرانية»، يستعد زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، لطرح خطة سلام جديدة على طاولة «واشنطن»، وسط ترقّب دولي لما قد تحمله من تغييرات في موازين الصراع.
وفي التفاصيل، أعلن «زيلينسكي»، أن كييف ستعرض على الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، «خطة سلام مُنقحة» تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد محادثات أجراها في لندن مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
مع اقتراب الحرب من عامها الرابع، تُريد «كييف» تحقيق التوازن مع مسودة مدعومة من الولايات المتحدة اعتُبرت على نطاق واسع مواتية لموسكو. وتتعرض أوكرانيا لضغوط من البيت الأبيض للموافقة سريعًا على تسوية سلمية.
وكان الهدف من الاجتماع الذي رُتب على عجل، أمس الإثنين، بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، وزيلينسكي، هو «تعزيز موقف أوكرانيا».
قال «زيلينسكي»، للصحفيين، بعد الاجتماع إن «الخطة المنقحة» تضمنت (20 نقطة)، ولكن لم يتسن التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة التخلي عن أراضٍ، وهو ما تضغط «موسكو» من أجله. ولا يُوجد اتفاق بشأن التنازل عن الأراضي الأوكرانية لروسيا.
وأضاف زيلينسكي: «موقف الأمريكيين، من حيث المبدأ، يميل إلى إيجاد حل وسط. بالطبع، هناك قضايا مُعقّدة تتعلق بالأراضي، ولم يتسن التوصل إلى حل وسط حتى الآن».
كرر زعيم نظام كييف، موقفه الذي أعلنه مرارًا بأن «أوكرانيا لا يُمكن أن تتخلى عن أي جزء من أراضيها».
وتوجّه «زيلينسكي» في وقت لاحق إلى بروكسل، حيث قال كل من رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين»، ورئيس المجلس الأوروبي، «أنطونيو كوستا»، في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، إن أي اتفاق سلام يجب أن «يحترم سيادة أوكرانيا ويضمن أمنها على المدى الطويل».
ووصف «زيلينسكي»، اجتماعه مع فون دير لاين وكوستا، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف حلف شمال الأطلسي «مارك روته»، بأنه «جيد ومُثمر. نحن نعمل بطريقة مُنسقة وبناءة».
وبين ترقب دولي وآمال حذرة، تبقى خطة «زيلينسكي» المُنتظرة اختبارًا جديدًا لمدى جِدية الأطراف المعنية في فتح نافذة حقيقية نحو إنهاء الصراع.
لم تعد المعركة تُدار فقط في ساحات القتال، بل انتقلت إلى الغرف المغلقة والهواتف الساخنة، حيث تُمارس «الولايات المتحدة» ضغوطًا مُتصاعدة على زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، لدفعه نحو تسوية تتضمن «تنازلات إقليمية» قد تُعيد رسم خريطة الصراع.