المغرب العربي

الدفاع الجزائرية تنفي اتهامات إنشاء وحدات مرتزقة في الساحل

السبت 13 ديسمبر 2025 - 11:05 م
هايدي سيد
الأمصار

نفت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، اليوم السبت، بشكل قاطع ما تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية بشأن قيام الجزائر بإنشاء وحدات مرتزقة تنشط في منطقة الساحل الإفريقي لتنفيذ عمليات سرية، واصفة هذه المزاعم بأنها «أخبار مضللة واتهامات غير مؤسسة».

وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان رسمي نشرته عبر صفحتها المعتمدة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن هذه الادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة، معتبرة أنها تمثل «افتراءً سافرًا وكذبًا مكشوفًا»، وتهدف بالأساس إلى الإساءة إلى سمعة الجيش الوطني الشعبي الجزائري، ومحاولة تشويه صورة الجزائر على المستويين الإقليمي والدولي.

وشدد البيان الصادر عن المؤسسة العسكرية الجزائرية على أن ما يتم تداوله يدخل في إطار «محاولات يائسة» للنيل من الدور الذي تلعبه الجزائر في محيطها الإقليمي، لاسيما في منطقة الساحل، التي تشهد تحديات أمنية معقدة تتطلب التعاون والتنسيق، وليس ترويج الشائعات.

واتهمت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، التي وصفتها بـ«المعروفة بتوجهاتها»، بالوقوف خلف نشر ما أسمته «روايات وسيناريوهات وهمية فاشلة سيئة الإخراج»، مؤكدة أن هذه المزاعم تم نسجها من خيال مروجيها ومن يقفون خلفهم، في إشارة إلى أطراف تسعى، بحسب البيان، إلى زعزعة صورة الجزائر ومؤسساتها.

وأوضحت الوزارة أن هذه الروايات تحتوي على «معلومات زائفة وعارية تمامًا من الصحة»، ولا تستند إلى أي معطيات واقعية أو مصادر موثوقة، مؤكدة أن الجيش الوطني الشعبي الجزائري يلتزم في أداء مهامه بواجباته الدستورية والقانونية، وبما يتماشى مع المبادئ التي أرستها الدولة الجزائرية منذ الاستقلال.

وجددت وزارة الدفاع الجزائرية التأكيد على أن السياسة الخارجية والأمنية للجزائر تقوم على مبادئ راسخة، في مقدمتها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار، فضلًا عن تفضيل الحلول السلمية القائمة على الحوار والمفاوضات لمعالجة النزاعات والأزمات الإقليمية.

وفي هذا السياق، أشارت الوزارة إلى أن الجزائر لطالما لعبت دورًا محوريًا في دعم الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي، من خلال المبادرات الدبلوماسية، والمشاركة في جهود الوساطة، وتقديم الدعم الإنساني، بعيدًا عن أي ممارسات تتعارض مع القانون الدولي أو مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

ويأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه منطقة الساحل الإفريقي تصاعدًا في التوترات الأمنية، وانتشارًا للتقارير الإعلامية المتباينة بشأن أدوار الدول الإقليمية في مواجهة الجماعات المسلحة، ما يفتح المجال أمام حملات تضليل إعلامي، بحسب مراقبين.

وكان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة، قد أكد في مناسبات سابقة على التزام الجيش الوطني الشعبي الجزائري بالدفاع عن أمن الجزائر وسيادتها، والعمل على حماية حدودها، مع الحرص على عدم الانخراط في أي أعمال تمس استقرار الدول المجاورة.

وتؤكد وزارة الدفاع الوطني الجزائرية في ختام بيانها أنها تحتفظ بحقها في الرد على كل ما من شأنه المساس بمؤسسات الدولة الجزائرية، داعية إلى تحري الدقة والمسؤولية في نقل المعلومات، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تخدم أجندات مشبوهة.